الرئيسية » » إلياذة ميكيافيللي | يوسف رزوقة

إلياذة ميكيافيللي | يوسف رزوقة

Written By غير معرف on السبت، 3 أغسطس 2013 | أغسطس 03, 2013

إلياذة ميكيافيللي


يحدث هذا في قرية ماكلوهان.
هل برفيف جناحي فراشة في البرازيل ينهض إعصار في التكساس؟ تساءل إدوارد لورانز
وأغمي عليه.

عندما أذهب في إيذاء كلب
أترك الفرصة للكلب، لعلّ الكلب ينجو من أذى نفسي
فأنجو من أذى عضّته لي، في غيابي.
ي
/ ر

1
ما الأمر؟
ذاك هو السّؤال...
 لم الخروج إذن إلى حيث الجحيم؟
فلا أمان لوافد مثلي
ولا مأوى يقيني الحرب، حرب الإخوة الأعداء
لا ينبوع في الأرض الجديدة
لا مكان لغير قطّاع الطّريق، مهرّبي كنز المكان
ولا مكان لقادم مثلي
أنا الطّفل الّذي شاهدت خاتمتي
فزلزلني الشّعور
بأنّ ما يجري مؤامرة تحاك معي وضدّي ...
تلك سرياليّة المتناقضات
أعيشها  متآمرا ضدّ المكان وأهله
اخرج 
دعاني هاتف بين التّرائب-
صحت: لا
فأنا هنا في مختلاي
وما أنا ، من مختلاي ، بخارج
لكنّ شيئا شائكا فاحت شوائبه
وبين تقلّص الرّحم الّذي هو غرفتي
وتملّصي
من قبضة امرأة تحاصرني أناملها
رأيت النّور
لم أر والدي
أين اختفى؟
ليقول لي: أهلا 
ويطبع قبلة أو قبلتين
على جبين حبيبتي الأعلى من الشّبهات
لم أر غير غورباتشوف
يفتح بيته في اللّيل للغرباء
أو أمّي طريحة غرفة الإنعاش تبكي حظّها
تلك السّماء رداؤها
والأرض؟
أرض القادرين على الفساد
مضى عباد اللّه عكس الرّيح
منذ متى
وهم يقفون في الصّحراء
بغية موعد مع ناقة؟
أمّا البلاد...
فإنّني أرقى سلالمها
فلا يرقى إلى اليقظين من حرّاسها شكّ الّذين إذا رأوا قمرا بكوا

من يسأل الأجداد: أين الخاتم؟
من يسأل الأجداد: أين الخاتم؟
من يسأل الأجداد؟
تلك رسائل الآباء والأحفاد خالية من البصمات ظلّت منذ بئر أريس
واستولى على الصّحراء ليل طوله من طول عمر الموت في تاريخ موسوعات غينس
حيث أيّوب الجديد يدقّ في تابوته مسمار تشيخوف الأخير
لذلك استولى على  الشّعراء شيء غائم
ولذلك استولى على  الشّعراء شيء قاتم
ولذلك استولى على  الشّعراء شيء كاتم...
لا الصوت شمس حين تطلع في صباحات المجاز
ولا الطّريق حريق زرقاء اليمامة وهي تندب، كلّ قرن، وجهها
من يسأل الأجداد عن وجه تهشّم ذات تاريخ بعيد
وانتهى نسخا منمذجة لدى دوللي ومن معه؟
أنا...
 لن أسأل الأجداد
معذرة
ولا الآباء
معذرة
ولا الأحفاد
معذرة
ولا حتّى الخوارزميّ، حابس جدّتي في صفره
لي محض أجوبتي
وفخّ جائع
من حيث ألعب
أستضيف اليوم غادامير، عبّاس بن فرناس الغريب وأرخميدس، خارج الأسوار، في شاليه سيّدة تحبّ الصّمت موسيقى لوجه اللّه.
أمّا البحر
فهو مِؤنّث جدّا
بحيث ترى الدّلافين الحزينة ترتمي في النّار بين تقافز وتغامز وتهامز.
يا أرخميدس  
نقطة تكفي لتقلب مخّ هذا الكون
تكفي نقطة لتدكّ هذا العالم المجنون
فافعل ما ترى.
الطّائرات الطائرات الطائرات
تحوم بين تثاؤب ودقيقتين من النّعاس
على المكان، على المكان، على المكان
وفي القصيدة – وهي تطلق يختها في البحر أو في البرّ- فخّ جائع
والفخّ؟
ليس مجرّد امرأة من الكريستال في مجرى الهواء
تغازل الحيوان في صحرائه
أو أيّ طعم عدّ لاستدراج كلب سائب أو ثعلب
هو في القصيدة ما أهيل عليه تاريخ بأكمله، بكلّ شعوبه وحروبه وبكلّ فينيق يعود من الرّماد .

من حيث ألعب، أنصب الفخّ الأخير
وأرتمي في البئر
من يقوى على استكناه ما في البئر؟
من يقوى على استدراج عطف الإخوة الأعداء في الصّحراء؟
يوسف
سامح الذّئب الّذي ظلموه بهتانا وقل للذّئب: أنت أنا 
كلانا موقن أن لا زرافة تنحني بحديقة الحيوان من تلقاء شهوتها
لتلتقط السماء وقد هوت من بين أيدي المجرمين، مهرّجي سيرك الحديث

بثالث الأبعاد أقرؤها الوجوه
فأقرأ الكدمات تحت الجلد
والتّاريخ في قنّينة امرأة تعطّر عصرها عبثا
وأقرأ ما يدور الآن في رأس الفراشة
وهي تلطم بالجناحين الجدار
- جدار برلين الّذي بسقوطه -
سقطت دمى عملاقة من ناطحات الغيم في نيويورك 
تجمع ما تناثر من زجاج من نفوس العابرين
لذلك اشتبكت بلايين الأيادي والوجوه
خلال تشخيص الجريمة
وارتمى في البئر يوسف
 قال يوسف...!ذاك يؤسفني كثيرا
واحتمى بيديه من شرّ الفراشة
وهي تلطم بالجناحين الجدار
جدار برلين الّذي بسقوطه
سقطت من العين الخريطة وابنة الجيران والرّبع القديم وأهله
فحزمت أشلائي  وأمتعتي وأزمنتي وأمكنتي
وها... أنذا هنا.
أجري وراء قصيدة
هي نفسها تجري بغير هدى وراء سفينة تجري...
ولي أن أسأل الآن الفراشة : من أكون؟
هويّتي
المعنى الذي سأكونه
وهويّتي
المعنى الّذي سأخونه
وهوّيّتي
أن لا هويّة  لي على الإطلاق
في مستنقع الشّيء المنمّط 
هكذا هو
هكذا هي
هكذا فسد الهواء
وهكذا تهوي الصّروح
وهكذا يهوى الّذين إذا رأوا قمرا بكوا
بل هكذا تجري الرّياح
وهكذا
أمّا الّذي وهنت خطاه
فأمّه في هوّة
هو خيمة في عالم مفرومة أجساده
هو عالم في خيمة  مخرومة أوتادها 
من يسأل الأجداد: أين الخاتم؟
من يسأل الأجداد: أين الخاتم؟
من يسأل الأجداد؟

من نقطة
هي قمة الإحساس بالمعنى
تظاهر شاعر بالموت
فاستولت على كلماته الغربان
كان يهمه أن يرصد التاريخ في هذيانه
مستعمرات النحل في غليانها
الأشياء
نبض الشارع المتسارع
الأنهار في جريانها
النمل المجنح
هيئة الحيوان في الإنسان
سيمياء الوجوه  
إِنَّنِي  أَعْجَبُ  مِنْ  وَضْعِ عيال، يَكْبُرُ التَّافِهُ  فِيهَا وَالرَّدِيءُ
لَمْ أَعُدْ أَفْهَمُ مَا يَحْدُثُ حَوْلِي، طَالَمَا وَرَّطَنِي فَهْمِي البَطِيءُ
لاَ أَلُومَنَّ الَّذِي أَحْسَنَ صُنْعًا، فَهْوَ بَاقٍ  مِثْلَمَا  كَانَ، جَرِيءُ
غَيْرَ أَنِّي، وَأَنَا أَنْظُرُ تَحْتِي، لاَ أَرَى فِي الغَيْرِ إِلاَّ مَا يُسِيءُ
أَلْزَمُ الصَّمْتَ فَلَنْ يُجْدِيَ  قَوْلٌ، ذَاكَ  تَارِيخٌ  أَنَا مِنْهُ  بَرِيءُ
أَتْرُكُ  الجَنَّةَ   لِلمُفْسِدِ  فِيهَا ، فَلِيَ  الجَنَّةُ  فِي  مَا  لاَ يَجِيءُ
لَيْسَ  لِلقَادِمِ  مِثْلِي أَيُّ  دَوْرٍ، وَلِذَا أَمْضِي إِلَى حَيْثُ أُضِيءُ
2
ما أذكره
هو أكثر من نار
ما بين "اللّوتس" والنّزل المتأبّط نهج فلسطين، المفتوح على نهج "الحرّيّة"، من جهة يسرى.
هو أكثر من تلويحة منديل في مرفأ "حلق الوادي"، بيد امرأة تتردّد في الأسبوع الواحد أكثر من يومين على الميناء، ألا يأتي؟
 الطّقس هنا يا (سين) يغري باستعمال يديك لخنق مظاهرة في الشّارع أزعجت الأطيار إلى حين
لم يبق من الأعداء عدا نفسي
وقد انصرفت عنّي في اللّيل
إلى أمريكا اللاّتينيّة، بَعْدَ فرنسا والوطن العربيّ بأكمله وخيانة غورباتشوف
وحتّى الصّاحب، توأم روحي
لم يَجِدِ الكرسيّ الرّحب إلى جنبي
فتقلّص حتّى ذاب
لأكثر من خلل في الكروموزوم
وقد جرّته إلى المنفى
مُتَلاَزِمَةُ اضمحلال التّوأم في رحم الصحراء

رأيتك في عمّان على شفتيها المطبقتين
ولم أر في عينيها أيّا من شعراء الخارطة المنذورة للتّمزيق
ولم أر إلا ّمَيْ في صحبتها
وسحابة ذكرى تعبر "رأس العين" لتغمر، بعد دقائق، عمّان الكبرى
وضواحيها
كنّا نتطاوس مبهورين بشيء ما، لا ندري ما هو تحديدا
جمهور الّشعر فقط
أعياه الواقع
فاسترخى في القاعة يسأل شيئا من شعر المتنبّي والخنساء
وكم كنّا حمقى
نَعِدُ البشريّة بالكوكاكولا
ونبشّر كلّ فم  بالشّوكولاطة ، كم كنّا حمقى!
الآن فقط
أتذكّر ما اقترفته يداي
جرائم شتّى باسم الشّعر ولم أر، باسم الشّعر، يدا تعلو فوق الأسوار
أو امرأة شفيت من علّتها
كَمْ كَانَ بَعِيدًا آدَمُ عَنْ تُفَّاحَتِهَا
بل كم كانت حَوَّاءُ بلا  حلوى في ثورتها ضدّ الينبوع
وكم كنّا شعراء بلا معنى!
الآن فقط
أتجمهر في منفاي 
وقد ضاقت صحرائي بي
لأكون معي، ضدّي
وَضْعُ اللاّ حرب أو اللاّ سلم
وما يجري في قرية ماكلوهان
وَنَعْجَةِ دوللّي الضَّالَّةِ
وَالتَّارِيخِ الأَعْرَجِ يكتبه فوكوياما
وَالفِتْنَةِ ينفخ فيها هانتنتون ومن معه...
ما عاد يلائمني
ما عاد يلائمني
وأنا أتأهّب للإبحار مع امرأة تخفي بثقافة أفلاطون أنوثتها
أن أكذب ثانية
لأقول لها ما يكفي لاستدراج يديها النّافرتين إلى عنقي
ما عاد يلائمني
وأنا أتجمّل لامرأة لن تأتي
أن أتحمّل هَرْسَلَةَ الأجداد وقد عادوا من أندلس الأسطورة مهزومين
فلم يعد التّاريخ لهم
هولاكو الوحش وميكيافيللي
يقتسمان الآن الكعكة والتّاريخ وشيئا من إلياذة هوميروس 
وها... أنذا هنا.
أجري وراء قصيدة
هي نفسها تجري بغير هدى وراء سفينة تجري...
ولي أن أسأل الآن الفراشة : من أكون؟
هويّتي
المعنى الذي سأكونه
وهويّتي
المعنى الّذي سأخونه
وهوّيّتي
أن لا هويّة  لي على الإطلاق
في مستنقع الشّيء المنمّط 
هكذا هو
هكذا هي
هكذا فسد الهواء
وهكذا تهوي الصّروح
وهكذا يهوى الّذين إذا رأوا قمرا بكوا
بل هكذا تجري الرّياح
وهكذا
أمّا الّذي وهنت خطاه
فأمّه في هوّة
هو خيمة في عالم مفرومة أجساده
هو عالم في خيمة  مخرومة أوتادها 
من يسأل الأجداد: أين الخاتم؟
من يسأل الأجداد: أين الخاتم؟

من يسأل الأجداد؟
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads