هي
هي الكأس مشرقة في يديك، | فماذا أرابك في خمرها ؟ |
نظرت إليها و باعدتها | كأنّ المنيّة في قطرها |
أما ذقتها قبل هذا المساء | و عربدت نشوان من سكرها ؟ |
حلا طعمها يوم كنت الخلّ، | و كلّ الصّبابة في مرّها |
سقيت بها من يد لم تكن | سوى الرّيح تنفخ في جمرها |
تلفّت ! فهذا خيال التي | مرحت و عرّدت في وكرها |
و غرفتها لم تزل مثلما | تنسّمت حبّك من عطرها |
وقفت بها ساهما مطرقا | يحدّثك اللّيل عن سرّها |
مكانك فيها كما كان أمس، | وذلك مثواك في خدرها |
وآثار دمعك فوق الوساد ، | و فوق المهدّل من سترها |
فهل ذقت حقا صفاء الحياة ، | وذوّب السّعادة في ثغرها ؟ |
إذا فتح الباب تحت الظّلام | فكيف ارتماؤك في صدرها ؟ |
و كيف طوى خصرها ساعداك | و مرّت يداك على شعرها ؟ |
و ما هذا ؟ رعشة في يديك ؟ | أم الكأس ترجف من ذكرها ؟ |
و ما في جبينك يابن الخيال ؟ | سمات تحدّث عن غدرها !! |
لقد دنّس الحسد الآدميّ | حياة حرصت على طهرها |
بكى الفنّ فيك على شاعر | نسائله الرّوح عن ثأرها |
نزلت بها وهدة ، كم خبا | شعاع و غيّب في قبرها |
رفعت تمثيلك الرّائعات | و حطّمتهنّ على صخرها |
فدع زهرلاة الأرض يا ابن السّماء ، فأنت المبرأ من شرّها
| |
مراحك في السّحب العاليات | و فوق المنوّر من زهرها |
فمدّ جناحيك فوق الحياة ، | و أطلق نشيدك في فجرها |