الرئيسية » » هي | علي محمود طه

هي | علي محمود طه

Written By Unknown on السبت، 3 أغسطس 2013 | أغسطس 03, 2013

هي

هي الكأس مشرقة في يديك، فماذا أرابك في خمرها ؟
نظرت إليها و باعدتها كأنّ المنيّة في قطرها
أما ذقتها قبل هذا المساء و عربدت نشوان من سكرها ؟
حلا طعمها يوم كنت الخلّ، و كلّ الصّبابة في مرّها
سقيت بها من يد لم تكن سوى الرّيح تنفخ في جمرها
تلفّت ! فهذا خيال التي مرحت و عرّدت في وكرها
و غرفتها لم تزل مثلما تنسّمت حبّك من عطرها
وقفت بها ساهما مطرقا يحدّثك اللّيل عن سرّها
مكانك فيها كما كان أمس، وذلك مثواك في خدرها
وآثار دمعك فوق الوساد ، و فوق المهدّل من سترها
فهل ذقت حقا صفاء الحياة ، وذوّب السّعادة في ثغرها ؟
إذا فتح الباب تحت الظّلام فكيف ارتماؤك في صدرها ؟
و كيف طوى خصرها ساعداك و مرّت يداك على شعرها ؟
و ما هذا ؟ رعشة في يديك ؟ أم الكأس ترجف من ذكرها ؟
و ما في جبينك يابن الخيال ؟ سمات تحدّث عن غدرها !!
لقد دنّس الحسد الآدميّ حياة حرصت على طهرها
بكى الفنّ فيك على شاعر نسائله الرّوح عن ثأرها
نزلت بها وهدة ، كم خبا شعاع و غيّب في قبرها
رفعت تمثيلك الرّائعات و حطّمتهنّ على صخرها
فدع زهرلاة الأرض يا ابن السّماء ، فأنت المبرأ من شرّها
مراحك في السّحب العاليات و فوق المنوّر من زهرها
فمدّ جناحيك فوق الحياة ، و أطلق نشيدك في فجرها


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads