الرئيسية » » (سَمَاءٌ كحريَةٍ ساطعة) | حسن شهاب الدين

(سَمَاءٌ كحريَةٍ ساطعة) | حسن شهاب الدين

Written By Unknown on السبت، 3 أغسطس 2013 | أغسطس 03, 2013

(سَمَاءٌ كحريَةٍ ساطعة)
حسن شهاب الدين 

إلى علي شهاب الدين : أباً وحريةً ساطعة
1) الآتي
بيقينِ بلدته ..
بثوبٍ كاشفٍ للروحِ ..
بالقمرِ المعلَّقِ .. بالبيوتْ
يندسُّ وجهاً مُتعبًا
في لَيْلِ عاصمةٍ ويسألها
معاشرةً وقُوتْ
من أين ؟
تشتبهُ الدروبُ عليه
( في أرضه ..
نبتَ النهارُ على ملامحه
ونامت نجمتان على يديه )
تختلطُ الحجارةُ بالثيابِ .. وبالنعوتْ
( النخلةُ البكرُ التي ترعاه
ما زالت تمشِّطُ شَعْرَ فتنتها لديه )
في الليل …
تشربُه مصابيحُ المقاهي ..
والسويعاتُ التي ليستْ تفوتْ
(سيكون لي ولدان .. - يحلمُ -
واحدٌ مثلي يؤرِّقه الرحيلُ إلي الرحيلْ
والآخرُ المسكونُ بالكلمات ِ
يكتبنا على جدرانِ هذا المستحيلْ )
ينحلُّ في زَبَدِ الصباحِ
يدسُّ في الآلاتِ حَكمته
ويهدرُ في سكوتْ
(ستكون لي بِنْتٌ
وأودِعُها حنينَ الأرضِ
أورثُها الطفولة والهديلْ )
ما زال ..وهو يضيعُ في الطُّرقاتِ -
يبحث عن حقيقتهِ
التي …ليست تموتْ
2)
1967
روحٌ …
تبعثرُ نفسَها
في شمسِ هذا الليلِ
تخذلُها البنادقُ …والصهيلْ
روحٌ ..
تُسمِّي الأرضَ مأساةً
ويمنحُها هويَّتها .. الرحيلْ
تمشي ..
لصرختها
كما ..
تمشي الحقيقةُ في عراءِ الموتِ
للحزنِ الجليلْ
تمشي ..
ويحرُسُها دَمُ الأصحابِ
مِـنْ قبرٍ يحاولُها ..
ومن .. دمعٍ نبيلْ
الروحُ ..
تُكْسَرُ مرَّةً أخرى
على بابِ القيامةِ
تُسمِعُ الرملَ .. العَويلْ
الروحُ ..
تَنهشُ
لحمَ برزخِها
وتبحثُ عن مُسمَّاها
وعن ..
وطنٍ ..
قتيلْ
3)
بين وقتين
هو ذا البحرُ يعبرُ الكلماتِ ..
هي ذي الأرضُ ترتمي في الشتاتِ ..
وعليٌّ ما بين ذلك يمضي ..
هو ذا البحرُ .. مرَّةً باحَ للبحر
بأسمائه .. ودسَّ رمـادَه
فرمى البحر في يديـه زمـانين
يشُدَّان للندى أوتــادَه
أيُّ أفق سيرتدي شمس عينيـه
وهذا الحنينُ صـار بلاده
يا عليُّ الذي تناثرَ في الأرضِ
على أيِّ ساحلٍ سوف تغفو
أيُّها المُتعبُ..الممزَّقُ عشقـاً
لبلادٍ قلوبها لا تجـــفُّ
يا نهاراً بكى..وحُلماً تشظَّى
ليس إلا القلوب في الدمعِ تطفو
مثلما لا تكون .. تسحبُ أرضاً
ثمَّ ترمي بها لنهـرٍ صديــقِ
تلك بغدادُ .. في قميصك تصحو
حين تنهـارُ في حنينٍ سحيـقِ
تبتنـي فيـك عالمَـاً جاهليـًّا
ثم تخبـو على رمال الطريـقِ
الصحارى تضيء عُرس الأُفولِ..
الصحارى مرارة في الرحيل ..
وعليٌّ بغير وَجهٍ سيمضي ..
هي ذي الأرضُ .. مرةً قال للرملِ
سلاماً .. ودسَّ في الريح صوته
فاستفاقتْ خرائطُ الغيم تبكي
مرفـأ لاح بين عينيه بغتــه
كل نجمٍ في ساعديه مضيء
مسَّ دربـاً يوسِّدُ الآن بيتــه
بين بغداد يا عليُّ وبيروت
زمانـان في انطفاء المغيــبِ
أيُّ أسماءَ صاحبتْكَ تناستْ
وجْهَ ذاتِ النـدى ، وأيُّ قلوبِ
"زينبُ" الآن بين وقتين تبكي
والمسافاتُ شاحذات الـدروبِ
خلف شُرفةٍ وَقفتْ
كـالصلاة منتظره
بالحرائق اشتعـلت
نرجَساتُها العطـره
معجزاتهـا سُفُـنٌ
في يـديكَ مُنكسره
يا عليُّ .. عتّقَهـا
كي تظلَّ منهمـره
كل ساحلٍ وَجِـعٍ
كل خلـوةٍ شجره
هو ذا البحر ُ ..
في يديه احتمالُ
هي ذي الأرضُ ..
في خطاه اكتمالُ
وعليُّ بلا مصابيحَ يأتي ..
4)
حياة
لحكمتهِ يمشي …
- كبئرٍ خبيرةٍ
تسيرُ على وقتي
إلي صوتِها العَذْبِ -
بصُحبتِه..
أرضٌ تثورُ ..
ونخلةٌ .. تُسمَّى به
والموتُ .. في أُفقهِ الرَّحْبِ
يمرُّ به الأصحابُ
يختارُ ثُلَّـةً
ليودعَهم حبَّاتِ سُنبلةِ القَلْبِ
يحبُّ كثيرا ..
كل أنثى حقيقةٌ
يقولُ ..
ويَرْمي نجمةَ القلبِ في الشَّيْب ..
وكلُّ ارْتحالٍ ..
قال .. أنثى بعيدةٌ
وهَل ذُقتها ..؟
حتى سكرتُ من القُرْبِ
وَلِمْ عُدْتَ ؟
قال .. الروحُ مصلوبةٌ هُنا
على شجرِ الأفْقِ
المسافرِ في السُّحْبِ
على قلب طفلٍ
– كنتُ -
يبتكرُ الندى
على كلِّ بَيْتٍ ..
مرَّ بي ، أو غفا جَنْبي
إذن أنتَ
سيَّافُ الزمانِ …
تفتُّحي ..
رداءُ شتائِي الصَّعبِ
خاتمة الدَّرْبِ ..
أبي ..
يا عليَّ ابن الرحيلِ
تهدَّلتْ
بقلبي سماءٌ
نسبةً لكَ في الغَيْبِ
ومزَّقَنـي سَهْمُ القصيدِ
فها أنا ..
إلى حكمتي أمشي
كبئرٍ خبيرةٍ
تمشَّتْ بصوتي العَذْبِ
نحوكَ .. بالحُبِّ
5)
مَشَارف
مساحةٌ بيضاءُ .. أيَّامُهُ
تمشي لمأواها .. على مَهْلِ
مِن طينِ أرضِ الروحِ ..
مِن وردةِ الستِّينِ ..
مِن عالَمِه الكُلِّي
يسيرُ في مرآةِ تاريخهِ
يُبعثرُ العُمرَ .. على الظلِّ
هنا .. يدسُّ اللونَ
يمحو .. هنا
يعبرُ آفاقا .. ويَسْتَجْلي
يقصُّ من ذيلِ نهاراته
وقتا ويرفو رقعةَ الليلِ
ها إنَّه في ظِلِّه المُرتضَى
يبحثُ عن مُخْتَتَمِ الحفلِ
يشقُّني نهراً بشريانه
وسُنبلاً في أوَّلِ الحقلِ
يقول ..
يا صوتي .. انْسَني .. كُنْ معي
لآخري .. ولا تكن مثلي
يا ابن الندى ..
خُضْ في اسمك الـ..
يـبتدي
فقط ..
أضئْ صوتك .. من أجلي
كُن مثلما أنت ..
اكْتمِلْ رائيا ..
يا أجملَ الشُّعْراء ..
يا طفلي ..

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads