الرئيسية » » تمثال لجلالة المعنى | يوسف رزوقة

تمثال لجلالة المعنى | يوسف رزوقة

Written By غير معرف on السبت، 3 أغسطس 2013 | أغسطس 03, 2013

تمثال لجلالة المعنى


من أندلس الأجداد إلى قرطاج
سعى في الأرض بنو خلدون
ليولد بين ضحى وضحى سبب يدعى : خلدون
وحين أتى الطّاعون على أبويه
وكلّ شيوخ القرية
لم يجد التّلميذ المولع بالكلمات
عدا التّطواف يتيما عبر العالم
تقذفه الأمواج إلى المجهول
وكان له ما كان:
غد ذو أنياب
حاء في حاشية السّلطان
يد تتفقّد راجفة
بين القضبان أصابعها
...
وكان له قول في ما يجري
ما يجري، كان عظيما:
آخرها العاصفة الهوجاء
تدكّ البحر
وتبتلع الشجره
ليظلّ يتيما في السّبعين
يغالب ما يأتي بالصّمت
وليس الزّهد
سوى ما تعكسه المرآة
وقد شاخت.

هذا ابن خلدون
بجاية تعرفه
وكذلك فاس
وحتّى قبائل أرض الجريد
ومن بيت لحم إلى غزّة
القدس تعرفه
ودمشق وتيمورها الأعرج،
النيل،
والسّجن
والأندلس.

هذا ابن خلدون اليتيم
يقيم في تمثاله متعمّما
بجلالة المعنى
ولا معنى سوى ليديه
ترتفعان منذ بداية التّاريخ
للإنسان في عمرانه

هذا ابن خلدون...
"المقدّمة" الّتي كتبته
وهو إلى القبيلة
سوف تكتبه غدا
وغدا ستبعثه القبيلة
مثلما قتلته من قبل القبيلة ذاتها

هذا ابن خلدون اليتيم
نراه يندب ما مضى
ونراه تمثالا يحجّ إليه سيّاح المدينة
وهو يحتضن الخلود : كتابه | فحوى رؤاه.
هو ماثل في قلبها
في مستوى شريانها المفتوح من جهتين:
"باب البحر" حيث يقيم
و"المتوسّط"...

انحرفي قليلا
 كي أرى التّمثال في تاريخه، روزا...
وفيه أراك ثانية هناك
بشاطئ الإسكندريّة
آخر امرأة
تؤجّل موعدا لسمائها.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads