رويدك أيها الجبار فينا
رويدك أيها الجبار فينا | فإن الرأي ألا تزدرينا |
رويدك أيها القاضي علينا | قضاء الظالمين الناقمينا |
زعمت الحكم حكمك في كتابٍ | كذبت به الخلائق أجمعينا |
وما غفلوا عن الأحقاد تغلي | مراجلها وما جهلوا اليقينا |
نفثت سمومها إذ ضاق عنها | فؤادك والقلوب تضيق حينا |
زعمت سراتنا وذوي نهانا | مهاذير المقاول كاذبينا |
إذا ما جئتهم أرضوك مدحاً | فإن فارقت عادوا لاعنينا |
زعمت بلادهم هانت عليهم | فما يشكون عهد الغاصبينا |
زعمت حياتهم أرضاً وماءً | تجود به أكف المانحينا |
زعمت بنا مزاعم كاذباتٍ | وما يغني مقال الزاعمينا |
زعمت الدين والقرآن جاءا | بما يشقي حياة المسلمينا |
زعمت محمداً لم يؤت رشداً | ولم يسلك سبيل المصلحينا |
فليتك كنته لتسن شرعاً | يبلغنا مكان السابقينا |
رويدك أيها الجبار فينا | فبئس الحكم حكم القاسطينا |
وهبنا أمة ً في الجهل غرقى | وشعباً في مهانته دفينا |
أدين الله يأمرنا بجهلٍ | ويوجب أن نذل ونستكينا |
سل الأحياء والموتى جميعاً | أكنا أمة ً مستضعفينا |
ليالي يبعث الإسلام منا | عزائم تخضع المتغطرسينا |
نثل عروش جبارين غلباً | ونجتث الممالك فاتحينا |
وقائع ترجف الدولات منها | ويذكرها القياصر صاغرينا |
تركنا الدهر ينتفض انتفاضاً | وغادرنا الخلائق ذاهلينا |
ببأسٍ لا كفاء له وعلم | جلا الغمرات واكتسح الدجونا |
ليالي ظلل الأقوام جهلٌ | أضلهموا فظلوا حائرينا |
سننا الرشد للغاوين طراً | ولولا الدين لم نك راشدينا |
ولولا معشرٌ خذلوه منا | لكنا السابقين الأولينا |
أتزعم ما جنى الجهلاء ديناً | وتأخذنا بذنب الجاهلينا |
رويدك أيها الجبار فينا | فما أنصفتنا دنيا ودينا |