قدمت اعتذاري
بريدُكَ جاءني بعد انتظارِ | فأجج في الضلوع عظيم نارِ |
و كاد لفرط فرحتهِ فؤادي | يطير معانقاً شمسَ النهارِ |
شممتُكِ فيهِ عطراً سرمدياً | زكا فانساب في أُفق المدارِ |
و خِلتُكِ فيهِ بدراً قد تراءى | لعيني في رداءٍ من نُضارِ |
يحدثني حديثاً مستفيضاً | عن الأشواق من خلف الستارِ |
ويسكب في الخطاب سنينَ عمرٍ | أضعنا في اشتياقٍ واصطبارِ |
أتاني يا ابنة العمرينِ غيثاً | ندياً بعد جدبٍ و افتقارِ |
و فوق غلافِهِ خطٌ جميلٌ | تلألأ .. يا حبيبة .. كالدراري |
هو الإبداعُ ، قد صاغته يُمنى | حبيبي ، بافتنانٍ و اقتدار |
تخطُّ بهِ الحروفَ و قد تلاقت | لتبدأَ بينها لغة الحوارِ |
كأن الحرفَ يشكو ما يعاني | لصاحبهِ ، وينطقُ ، لا يُداري |
تلاقينا على المظروفِ رسماً | و عزَّ لقاؤنا .. يوماً .. بداري |
كأن الهجرَ مكتوبٌ علينا | فلم يشأ اللقا غيرُ الإطارِ |
***
| |
فتحت الظرفَ والنبضاتُ تعلو | بصدري و الجوى يُذكي أواري |
وعيني تخلس النظرات ، تهفو | لأسطرها ، و تنظر بانبهار |
فما وَجَدَتْ سوى سطرٍ يتيمٍ | ( يقولُ : إليكَ قدمتُ اعتذاري ) |