من يمنع الليث أن يعتز أو يثبا
من يمنع الليث أن يعتز أو يثبا | ما قيمة السيف إن جردته فنبا |
من يمسك العرش إن هزت دعائمه | هوج العظائم والأهوال فانقلبا |
من يحفظ التاج إن ألوى به قدرٌ | يرمي به صعداً في الجو أو صببا |
من يحرس الملك إن همت بحوزته | سوالب الملك الجبار ما سلبا |
يا آل عثمان من تركٍ ومن عربٍ | وأي شعبٍ يساوي الترك والعربا |
سوسوا الخلافة بالشورى ولا تدعوا | لفتنة ٍ في نواحي الملك مضطربا |
والملك إن رفع الدستور حائطه | فغاية العجز ألا يبلغ الشهبا |
إن الذي كان من عدلٍ ومن شططٍ | أمسى توارى وراء الدهر واحتجبا |
لا تذكروا ما مضى من أمركم ودعوا | ما جر بالأمس حكم الفرد أو جلبا |
لا تكتموا الحق وارضوا عن خليفتكم | واقضوا له من حقوق البر ما وجبا |
لولا مواضيه والأهوال محدقة ٌ | بالملك أصبح في أيدي العدى سلبا |
تألبوا يحسبون الليث قد وهنت | منه القوى فرأوها قوة ً عجبا |
لا يملكون لها رداً إذا انبعثت | ولا يطيقون إلا الموت والهربا |
صونوا الهلال وزيدوا مجده علماً | لا مجد من بعده إن ضاع أو ذهبا |
أعزه الفاتح الغازي وأورثه | بأساً يرد على أعقابها النوبا |
أبو الخلائف ذو النورين مورثنا | ملك الهلال وهذا المجد والحسبا |
نوم القواضب في أغمادها سفهٌ | وإنما يحذر الرئبال إن وثبا |
يا تاج عثمان إن اليوم موعدنا | فجدد العهد والق الحب والرغبا |
لو ضاع عهدك أو حام الرجاء بنا | على سواك لقينا الحين والعطبا |
لكن ألذ عهود القوم أحدثها | وأصدق الحب حبٌ يصدع الريبا |
طال المدى وتمشت بيننا تهمٌ | لولا الهوى لم تدع قربى ولا نسبا |
اليوم ننسخ ما قال الوشاة لنا | ونترك الظن إن صدقاً وإن كذبا |
من البواسل هز الأرض ما صنعوا | وغادر الفلك الدوار مرتعبا |
تألبوا كأسود الغاب وانطلقوا | تدمى القواضب في أيمانهم غضبا |
هبوا سراعاً وشبوها مؤججة ً | يزيدها بأسهم في يلدزٍ لهبا |
هم أحكموا الرأي والتدبير واتخذوا | لكل ما اعتزموا من مطلبٍ سببا |
صانوا الدماء فلولا الله لا نبجست | تعلو اليفاع وتروي القاع والكثبا |
حي الغطارفة الأبرار محتفلاً | وردد الحمد مختاراً ومنتخبا |
وناج واضحة اللبات حاسرة ً | عن مشرقاتٍ ترد البدر منتقبا |
الناهضات إلى الأبطال هاتفة ً | والطائفات على آثارهم عصبا |
محجباتٌ دعاها المجد فابتدرت | وللجلال حجابٌ فوقها ضربا |
بنات قومي ما يغفلن مفخرة ً | ولا يدعن سبيل الحمد مجتنبا |
المنجبات حماة الملك يندبهم | للنائبات فيلقى النصر منتدبا |
بشرى المشارق إن البعث مدركها | وبارك الله في النعمى التي وهبا |