الرئيسية » » الغرام الوحيد | علي فريد

الغرام الوحيد | علي فريد

Written By Unknown on الأربعاء، 24 يوليو 2013 | يوليو 24, 2013

الغرام الوحيد


لا تسألي عن سرِّ هذا الهوى السرُ في عينيكِ لو تعرفينْ
القلبُ قدْ يُخفي تَباريْحَهُ والعينُ لا تُخفي لهيبَ الحنينْ
ناري التي أشعلتِ لا تنطفي وأدمعي حيرى كما تُبصرينْ
قد كنتِ لي جُرحاً فضَمَّدتُه وها أنا أُجْرَحُ في كلِّ حِينْ
أخرجتني بعد اشتداد اللظى من ظُلمةِ الشَّكِ لنورِ اليقينْ
عيناك والدفءُ الذي فيهما أدخلنني في زمرةِ العاشقينْ
***
قدْ كُنتِ مائي حين ثارَ الظما وكنتِ عقلي حينَ ثارَ الجنونْ
لله هذا الحُسنُ كمْ يرتوي مِن معبدِ السَّحرِ ونبعِ الفنونْ
لا يرتقي الشعرُ إلى وصفهِ إلا على أجنحةٍ من ظنونْ
ألمحُ في شَتى تعابِيرِه دمعَ الضحايا وابتسامَ المنونْ
وهكذا كل نساء الورى تكون في حُسنكِ أو لا تكونْ
أقسمُ بالحبِ الذي هزني ما أَبْصَرَتْ مثلكِ هذي العيونْ
***
أنا الذي أبدعتُ هذا الهوى من أنَّةِ النايِ وهمسِ الوترْ
منْ رعشةِ العُصفورِ في عُشِّهِ من لهفةِ الوردِ لماءِ المطرْ
وصُغْتُ من أحلامنا قصةً كتبتها فوقَ شُعاعِ القمرْ
حروفها في "سدرة المنتهى " سطرها بالنورِ كَفُّ القدرْ
أدركَ أهلُ العشقِ أسرارها وضلَ في سِرِّ الحروفِ البشرْ
حتى إذا ما هفهفتْ كالصبا عادتْ رماداً وبقايا سمرْ
***
يا للمقاديرِ التي ما انثنت تدفعني نحوَ سرابِ الحتوفْ
يخرج منها عندَ وقْعِ البِلى أشباحُ بؤسٍ حولَ رأسي تطوفْ
السعدُ فيها هيكلٌ خائرٌ والحزنُ فيها كشفارِ السيوفْ
جيشانِ في ظلِّ الهوى ،أشرعا راياتهم فوق رؤوس الصفوفْ
حتى إذا ما احتدما ثورةً لم يبقَ إلا قرع هذي الدفوفْ
فلم أزلْ أرسمُ من صوتها يأسَ القوافي وبكاءَ الحروفْ
***
حَطمتُ من بَعدكِ قَيثارتِي وعدتُ للشكوى التي لا تُفيدْ
أُذلُ دمعي في بحار الهوى وأُسْكِنُ الأحزانَ هذا النشيدْ
كأنما الذكرى على أعيني تأخذُ منْ أدمعها ما تريدْ
لولاكِ ما كُنتُ فتىً عاشقاً جفني قريحٌ وفؤادي شَهيدْ
وكلُّ ما داويتُ نفسي به أنيَ من هذا الأسى أستزيدْ
فلتفعلي ما شئتِ أن تفعلي فأنتِ في قلبي الغرامُ الوحيدْ

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads