مَبَاسِمَ الثَغرِ ما أحلى حُمياكِ
مَبَاسِمَ الثَغرِ ما أحلى حُمياكِ | وطلعةَ البَدرِ ما أبهى محياكِ |
وأعينَ العينِ من للعينِ إن نظرت | بلحظِكِ الفاتِرِ الأجفانِ والشاكي |
يا جنةَ الخُلدِ في الدنيا وسَلسَلَها | رُضابُك العَذبُ في مجرى ثناياكِ |
ويا مهاةً إذا مرّ النسيمُ على | نَبتِ الخُزامى حَسِبنا النَشرَ رَيّاكِ |
آليتُ لا يأتلى سهماك يعتورا ال | فأصبح الناسُ كل الناس قتلاكِ |
بالله يا ربةَ الملكِ الذي خضعت | كل الملوك له من دونِ علياكِ |
يحكى أبوك ابن هندٍ في مكانته | وأنت بلقيس ثم الفضلُ للحاكي |
ماذا أردت بهجري ثم لم تدعى | حتى أخذت فؤادي ضمن أسراكِ |
رحماكِ رُدّى فؤادي وابتغى عوضاً | من رحمةِ اللَه يومَ الحشر رُحماكِ |
ونوليني وراعى ذمتي وعدى | وأنجزى وصلى محتاجَ جدواكِ |
لما رأيتُ إباءً في انقيادك لي | وليس يُدنيك منى غير رُقباكَ |
مارستُ حُبَّك حتى حال عزُّك لي | ذُلاً وحتى دعى المشكوّ بالشاكي |
قد نلتُ وصلك في يوم به اجتمعت | اعيادُ سعد أقيمت حول مغناكِ |
سنا مُحياكِ والعيدُ السعيدُ وبد | ر العمدةِ المُجتلى في أوج أفلاكِ |
جريدةٌ صَدَعَت بالحقِّ فانتصر ال | مظلوم وارتدّ عنها كل أفَّاك |
يا ديمةً كنتُ أرجو دَرَّها زَمناً | حتى استجبت أماني من تمناك |
غالي بقدرك أيٌ فيكِ بينةٌ | فما أعزكِ مِقداراً وأغلاكِ |
لما اجتليتُ لآليكِ التي انتظمت | في سلكها المنتقى من حسن مبناكِ |
تختالُ في حُلَل التبيانِ رافلةً | حمدتُ من ببيانِ الفكر أنشاكِ |
رب العلا حسنَ الطبع المُشرَّفِ حِل | مى الخلائقِ عن لبٍّ له زاكي |
جدى السرى في ميادين العلا صُعداً | ستدركين مداها أي إدراكِ |
لازلت شمسَ ضياءِ الفضلِ تسطعُ في | أرجاءِ مصرَ فتهدى الناس أضواك |
وحيدَ عن كلِّ صَوتٍ غيرَ صوتك واخ | تيرَ القِلى عن أماني النفس حاشاكِ |
ولا تفرستِ إلا كنتِ صائبةً | خبيئةَ الغيبِ في تَصريفِ آراكِ |
أسمى الدرارى دَراريك التي ارتفعت | قدراً وأسنَى المغاني الغرِّ مَغناك |
في ظلِّ عبّاسِنا الميمونِ طالعهُ | من بالتفاتِ عيونِ الملك يَرعاك |