أتدرى أين هم ضربوا الخياما
أتدرى أين هم ضربوا الخياما | وهل وفوا لمغرمهم ذماما |
وهل رقوا لصب مستهام | أطال الشوق فيهم والهياما |
وهل بعثوا رسائلهم اليه | كما بعث الدموع سجاما |
وهل نظروا له من بعد بعد | وهل بوصالهم أبورا سقاما |
ألا سر في الطريق عسى تلاقى | لآثار نقبلها التثاما |
ولا تسأل عليهم أرض ريع | نرى أيامه كانت مناما |
ولا تسأل طريقا فيه ساروا | فما يدرى ولا تسل البشاما |
وان شئت اليقين على سراهم | لتعلم حيث هم تخذوا المقاما |
فلا تسأل فديتك غير صب | أريق الجفن وسنانا غراما |
أأسلو بعد ماقد عيل صبرى | وقد ملى الحشا منهم كلاما |
لقد ضربوا خيامهم بقلبى | فصرت رقيق من ضرب الخياما |
يقول العاذلون وقد رأوني | بحبل الودّ أزمعت اعتصاما |
وما بقيت لنفسى في هواهم | سوى روح ولم أرم انصراما |
تسلى فاتسلى فرض عين | وترك الفرض نعهده حراما |
فقلت عهود حبهم رزان | بقلبى قبل أن أصل الفطاما |
وعهد الحب من عهد ابن عون | وثيق ماترى فيه انفصاما |
مليك حاز أوصاف المعالى | وصار لذروة العليا اماما |
له بأس على الاعدا شديد | فان رجعوا عفا أولا أداما |
تراه كأنه في يوم حرب | الى الاعدا صبا مستهاما |
بفرسان على جرد أباحوا | لبيضهم دم الاعدا مداما |
اذا شنو الاغارة جنح ليل | فأنجمه الرماح لمن تعامى |
اذا نهلت رماحهم وعلت | يروا ثملا كأنهم ندامى |
لهم يوم الاغارة عيد نحر | وكان لمن يعاديهم حماما |
اذا صفت خيولهم لحرب | وقد راموا من الاعدا انتقاما |
تخالهم سطورا في طروس | ترى الشكل الاسنة والحساما |
فلا تبغى مديحا في أناس | بحسن البدء لاتجد الختاما |
ولكنى مدحتهم وقصدى | تكون قصائدى فيهم دواما |
فلا أشكو اليهم جور دهرى | ولا أبناءه الشح اللئاما |
وكيف يسوغ أن أشكو زمانى | وانعام الخديوى لا يسامى |
فجائزتى قبول بنات فكرى | وأن يسمى ثناك لها مقاما |
تقبلها عروسا وهي بكر | تفوق الدهر حسنا وانتظاما |
عروس قد حوت معنى بنور | يضئ الارض ان كانت ظلاما |
حكتك محاسنا وكما وصف | وكيف وقد حكت بدرا تماما |
اذا مارمت أن تحيى سعيدا | مدى الايام في غزوصون |
وخفت من اغتيال الدهر يوما | وتلوين الزمان بكل لون |
ولم ترمن يقوم بدفع خطب | عليك بساحة الملك بن عون |