إذا ما رمت من مهديك أهلا
إذا ما رمت من مهديك أهلا | لقد أنفدت لؤلؤ كل بحر |
أتت تختال في حبر وحبر | على العشاق لا كبر وكبر |
منعمة الشبيبة لم يرعها | مشيب في العذار أقام عذري |
سعت نحوي على سحر تريني | بدائع حسنها نفثات سحر |
إلى أن صيرتني في هواها | أسير القلب مبتهجاً بأسري |
سرت لي من رُبى بيروت تهدى | شذي لبنان معلنة بسر |
تخبرني وقد ألفت خبيراً | قريب العهد من خَبَر وخُبر |
بأن ذوي هواي بها على ما | عهدت مبرة وكمال بر |
ألا حيا رُبى بيروت عني | ولبنان الحيا منهلّ قطر |
بدر يملأ الأرجاء دُرا | ويمزج ترب أرضيها بتبر |
وحيا من بها ربي وحيا | زماناً مرّ فيها غير مرّ |
وحيا حيّ وافدة أتتني | برياها تضوع بنفح عطر |
وسرّت بالتحية من سريّ | حرىّ بالوداد عليّ قدر |
سليل كرامة وربيب عز | ونسل صيانة ورضيع طهر |
وفرع نجابة من عود مجد | أثيل الأصل من أثلات فخر |
كميّ من سلالة أرسلان | ذؤابة قومه الأسد الهزبر |
فتى خطب العلى وصبا إليها | فكان لها صباه خير مهر |
ومن خطب الحسان فلا شفيع | لهن سوى الصبا مقبول أمر |
تعلق قلبه من عهد مهد | بكسب المجد مجتنباً لخسر |
وأولع بالمعالي والمعاني | ونظم الشعر لا لِطلاب وفر |
ولا لصبابة في ورد خد | ولا لصُبابة من خمر ثغر |
ولكن لاقتناص شرود معنى | يعنّ وحكمة تبدو وسر |
وان يلعب فما لعب بعيب | لعهد صبا وشرخ شباب عمر |
ولكن تأنف الهمم العوالي | على رغم الصبا سفساف أمر |
تحرّم قرب أمر فيه إمر | وتوجب هجر كل مقال هُجر |