إن البلابل شاقها التغريد
إن البلابل شاقها التغريد | فوق الأراك تجيبهن الغيد |
فالطير ينشد والغصون رواقص | والأرض تبسم والسما تجود |
والورق تسجع باختلاف لغاتها | طربا بأن صفاءهن جديد |
والزهر ينشر مالديه من الشذا | كرمالنا اذيتثنى ويعود |
والجوّ يعبق من أريجعبيره | والناس في ظل النعيم قعود |
والفخر يبنى من قصور كماله | وله المعين كماله السعد والتأييد |
والدهر يخدم أهله فكأنه | يبنى لكامل عصره ويشيد |
فرحا بما حاز الامير من العلا | ومن الكمال وليس فيه حدود |
كملت به الدنيا فيدعى كاملا | اسما ووصفا حبذا التأكيد |
شخص العوارف والمعارف والندى | فله بذلك غابط وحسود |
قال العواذل كيف تعهد رفده | للوافدين فقلت منه عديد |
قالوا له قدر فقلت وقدرة | قالوا له مجد فقلت له وجود |
قالوا له أهل فقلت أهلة | قالوا له سعد فقلت سعود |
قالوا له حكم فقلت حكمة | قالوا له نجم فقلت سعيد |
قالوا له عفو فقلت وعفة | قالوا له حمد فقلت حميد |
قالوا له فهم فقلت وهمة | قالوا له علم فقلت مفيد |
قالوا له فضل فقلت فضائل | قالوا له خدم فقلت جنود |
قالوا له فخر فقلت مؤثل | قالوا عنه عزم فقلت شديد |
قالوا له خط فقلت كمظه | قالوا له شبه فقلت فريد |
قالوا لقد ساد الذين تقدموا | فأجبتهم والحاضرين يسود |
قال العواذل هل حصرت صفاته | فاجبتهم ماتبتغون بعيد |
حاز الكمال أصالة وسواه في | درك الفضائل دأبه التقليد |
لو بيع مجد لا شتروا من مجد | ولو ان حبات القلوب نقود |
إن ظن قوم في المعالى مثله | يا قلب قل هاتوا وأنت حديد |
أو ماترى أن الذى قد حازه | دون البرية طارف وتليد |
صبرت مدحى فيه فرضا واجبا | دون الأنام ولست عند أحيد |
بقصيدة كالخال في ورد الخدو | دا البيض لمازانها التوريد |
فاذا بدأت سأبتدى بمديحه | واذا ختمت فأننى سأعيد |