فى وداع شوقى
ملأ الحياة ترنما ً وهديلا | وقضى . . . فروعها بكا ً وعويلا |
من أسكر بالنعى معللاً ً | نفسى . . بشكى فى الذى قد قيلا |
حتى رأيت بكل روض ٍ وحشة ً | تركته مهصور الغصون محيلا |
ولمحت أسراب الطيور حزينة ً | خرساء لا شدوا ولا ترتيلا |
فشعرت بالجلى يدب دبيبها | لا خاليًا أبقت ولا ما هو لا |
واذن فقد أقوت مغانى الشعر | فى الدنيا وبات لواؤه محلولا |
وإذن فقد ذهب الزمان بخير ما | جاد الزمان . . أجب فصبرى عيلا |
شوقى . . دعوتك أن تجيب فلبنى | إنى عهدتك للدعاء قبولا |
قد روع الدنيا رداك فعزها | فى خطبها الدامى وعز النيلا |
يايوم شوقى لم نجد لك فى الزمان | ولا لشوقى فى الزمان مثيلا |
روعت دنيا لا يزال يروعها | أن لن ترى عنك الغداة بيلا |
كم معشر ٍ كفروا بمجدك ضلة ً | فأتيتهم بالمعجزات دليلا |
فأتم معجزة النهى وابعث لنا | من شعرك المعى الفناء رسولا |
ياطالما ساءلت قبلك من مضوا | كنه الحمام . . وسره المجهولا |
فلتخبر الأحياء عن سر الذى | لاقيت وارفع ستره المسدولا |
كم مرة أصيت لى فرثيت للفنان | يقضى فى الحياة خمولا |
يجتاحنى الألم الدفين فأرتمى | سكران مشبوب الجوى مذهولا |
فإذا صحوت صحا الأسى بجوانحى | وبكيت من حزن عليك طويلا |
نم فى ظلال بديع شعرك واطرح | عبء الحياة فكم أراه ثقيلا |
تحنو عليك من النعيم سحابة | تسقى رفاتك بكرةً وأصيلا |
ياليت شعرى كيف حال الشعر | الأخرى وهل حاله فى الأولى |
أم أن فى كنف الخلود وفيئه | ظلا لأرباب البيان ظليلا |
يلقون يه العبء عن اكتافهم | وكفكفون المدمع المبذولا ؟ ! |