الرئيسية » » ليس هذا هوساً بالجنس | محمود عاطف: قصائد وخط

ليس هذا هوساً بالجنس | محمود عاطف: قصائد وخط

Written By Lyly on الأربعاء، 31 ديسمبر 2014 | ديسمبر 31, 2014

وقد يجمع الله الشتيتيْن بعدما ... يظنّان كل الظنّ أن لا تلاقيا- قيس بن الملوّح

وقد يجمع الله الشتيتيْن بعدما … يظنّان كل الظنّ أن لا تلاقيا- قيس بن الملوّح


البحث عن حبيب

أحببتُ فيلًا.


تقول أمّي:

ولماذا الفيل؟!

ابنة خالتك أولى.



أحببت جملًا.


يقول أبي:


ولماذا الجمل؟!

ابنة عمك أولى.



أحببت لبؤةً.


تقول نسوة في المدينة:


وراودته التي هو في عرينها


عن بناتنا.



أصبحتُ راهبًا 
ونباتيًّا بلا معاناة.

يقول أصدقائي:


دُلّنا على الفيل


دُلّنا على الجمل


دُلّنا على اللبؤة.

إلى “دُخْدُخ”

كانت أحزاننا عادية

وصغيرة

يمشي الواحد في الشوارع 
مطوّحًا يديه في الهواء

لكنّها – فجأة – تعود أثقل مما كانت!

عندك مثلا ذلك الرجل الطيب “دولوز”

لم يقصد أن يسبق الحياة بخطوة

فمات منتحرًا

بجرعة زائدة من الفلسفة،

و”نيتشه” القريب من روحك

طيّب قلوبنا بميكانيزمات الشدّة

لكنّ ذلك السوبر مان بكى

أي والله ياخي بكى.

سيقول لك أحدهم:

يمكن للواحد أن يتخلّص من ذراعه

وليس أسوأ من هذا المجاز المازوخي!

كيف يمكن للواحد أن يتخلص من ذراعه؟!

أولًا: نفّض ما على ذراعك جيّدًا

ثانيًا: املأ به دُرجًا، طابقًا، بيتًا

ثالثًا وأخيرًا: إذ يصير حزنك مشروع مدينة،

ابكِ على مداخلها

فأنت لم تعرف بعد

كيف تقوّض أساساتها بالكتب!

طُف في ممرّاتها المظلمة

وصاحب اللصوص والأوغاد

هم سيرشدونك لمراوغة الحزن

أما أصدقاؤك، فلا تبكِ إلّا لهم

وإيّاك أن تعطيهم خريطة مدينتك

فالدناءة تكمن في خطوط الطول والعرض.

هذه وصفة جرّبها كبار الفلاسفة

ثم جلسوا يبكون طويلًا

كأنهم خلقوا من ملح.

لنبكِ إذًا هذا الملح

ثمّ نسأل الهاوية

من الذي جعل العالم 
مباراة رفع أثقال؟!

وبي من الشجو من تغريد ملهمتي ... ما قد نسيت به الدنيا وما فيها- أحمد رامي في رثاء أم كلثوم

وبي من الشجو من تغريد ملهمتي … ما قد نسيت به الدنيا وما فيها- أحمد رامي في رثاء أم كلثوم

إلى “إنجي سوّاح”




فيما مضى، كنتُ موزّعَ أحلام

حتّى أنّهم سمّوني “ابن الله”.


وكلّ صباحٍ كنتُ أستردّ هداياي:

جنّيّاتٍ صغيراتٍ برائحة الفراولة

لأوزّعها- ليلًا- من جديد


على زبائن آخرين.

من تاه أبوها في زحام الموتى


حملتْهُ جنيّة ليقول لابنته: أحبّكِ،

أخرى همستْ لفتًى بالأمس:


ما ينتهي ينتهي


“ككلّ أشياء الحياة”،


والذي تمنّى الموت ألف مرة


جاءته جنيّة ببحرٍ من الآيس كريم


فدعا الله أن يُحييه مائة عام أخرى.



كلّ صباحٍ


كنتُ أعرف هذه الحكايات، وأكثر


ثمّ – بأسًى – أتذكّر أنّني لا أحلم،


أنّ “ابن الله” ينقصه خيال الله.



*

أيها السيد النبيل


أيتها السيدة الفاضلة


يا من بيدكم جنيّة أحلامي


هلّا ترسلونها من فضلكم؟

!
وبإمكاني عقد صفقة مربحة.



*


الآن، أحلم كل ليلة تقريبًا،


ما عادت في يدي جنيّات،


يزورني الموتى من وقتٍ لآخر


لستُ حزينًا على شئ


لستُ سعيدًا بما يكفي


وغدًا، أُطْلق جنيّة أحلامي،


ثمّ أنام،


أنام كثيرًا جدًا،


كثيرًا بما يكفي لكي يصبح العالم

بحرًا من الآيس كريم.

عجبت منك ومنّي يا منية المتنّي أدنيْتني منك حتّى ظننت أنّك أنّي الحلّاج

عجبت منك ومنّي يا منية المتنّي أدنيْتني منك حتّى ظننت أنّك أنّي الحلّاج

ليس هذا هوساً بالجنس

جبهتكِ تمطر فوق جبهتي


فتخرج من فمي وردة


أضعها جانبٍا


ونقرر فيما بعد


من يكون سعيد الحظ.



الأسبوع الماضي كان أبوكِ


وضعناها فوق قبره.


قبله بأسبوع


وضعنا الوردة على قبر أمي


واليوم لا نعرف من؟


هل يكون قبر أبي،


أو قبر أمكِ؟



هكذا، كل لحظة حب بيننا


تولّد حياةً

تكون رفيقًا لأخرى ولّت.


ألم أقل لكِ


ليس هذا هوسًا بالجنس


نحن فقط


خالقان جديدان.

نصوص وأعمال محمود عاطف


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads