الرئيسية » » عشرون مشهداً ... قبل رفع الستار | عادل الحراني

عشرون مشهداً ... قبل رفع الستار | عادل الحراني

Written By Unknown on الأربعاء، 31 ديسمبر 2014 | ديسمبر 31, 2014

" عشرون مشهداً ... قبل رفع الستار "
- المشهدُ السادس .. المكالمةُ الحادية والثلاثون .. -
عاد السريرُ من آخرِ معرضٍ للفنِّ التشكيلى
ثم راح يرسمُ بورتيريه ...
لكلِّ الأجسادِ التى نامت فوقه هرباً من اللوحة
ـ برافو ياحسين ..
كده بدأت تفهم النص كويس ـ
كان العكازُ قد أنهى التحيات
ثم راح يُلقى السلامَ على الجنودِ الخارجين من القبورِ فى طريقهم إلى الحرب
ـ آلووو...ه
قال ابن عربى..
فى مقام البحر..
الحيتانُ تبلعُ موتها
وخيوطٌ من بقايا الجنة
تخرجُ من رأسِها نحو مقامِ الإنتحار
ـ تعرف انى باحلم كتير
ـ كنت عارف انك هتخرجى م الميَّــــــه
ـ بس كل ما احلم السرير يبلع أحلامى
فى اللوحة ..
كانت القطةُ قد استسلمت تماماً لأطفالِها العشرين
واللوحةُ قد مالت جهةَ اليمين قليلاً..
ـ نفسى أرقص على كل صوابعك
كانت زينبُ تعصرُ ثديها فى قلبى
وخيطٌ من الحليبِ يتسلَّل داخل اللوحة
واللوحة تصعدُ فوق الحائط
والألوانُ تخرجُ منها وتأكلُ المشهد
توت توت...توت توت....
كانت جدتى تساعدُ الجنودَ فى ارتداءِ ملابسهم
وتطلبُ منهم عدمَ التأخير .. وإلاَّ ستغلقُ القبر
وجدى يوزعُ عليهم صوراً للنساءِ المُستنسَخة
والرصاص..
ومكعبات الحضارة الحديثة
ـ آلووو...ه
ـ إنت قفلت ليه ؟ !
ـ ونا بارسم بطنك..
فى اللوحة ..كان اللونُ الأبيضُ يقذف قطراتٍ من ماءٍ تتسللُ نحو البحر
ـ عاوز اعرف واحد فى خمسة بكام
قال الشيخُ الكبريتُ الأحمر
للشيطان جنتان..
وحربٌ مع الماء
ـ يا حسين ..أنا قلت ميت مرة ممنوع الخروج عن النص
ديكور ..شيل اللوحة مالهاش أى لزمة فى المشهد
يا جماعة عاوز موسيقى ناعمة
مش عاوز صوت الرصاص يبان خالص ـ
كان السريرُ يقذفُ الطائراتِ بالمواعيد الغرامية
وملاءاته المبتلة بالجنس وأحلام الحليب
قال ابنُ عربى..
إن تعرف تدخل..
الطريق من الموت إلى الموت
من الماء إلى الماء
والجنةُ لا تعصرُ أثداءَها إلاَّ فى مقامِ التوبة
ـ عاوزه اشوفك...
ـ هاتى إديكى...
ـ لف نارك على وسطى...
ـ ترقصى..؟!...
كان الفستانُ الأحمر ..والملابسُ الداخلية..وشرابٌ أسود
قد تركوا الفاترينة..
والدُميةُ قفذت فى اللوحةِ عُرياً يتبخرُ ..
فى عين الطفل الأبله
حرباً..
وطريقاً نحو أغانٍ لايحفظها جيداً
قالت عاملةُ المقهى..
أمَّا الحرب جميله بشكل..
كانت زينبُ تصعدُ وتهبطُ متشبثةً بأفخاذٍ من الضوء الفسفورى
ـ تخرجُ من عين القطة ـ
وخيوطٌ من الموسيقى..
تلتفُ حول العكاز
وموجةٌ من اللون الأحمر
قد غاصت فى شهوتها
والطفلُ الأبلهُ يلهثُ متشبثاً بأنفاسه..
حاملاً جبهتَه الزجاجيةَ من الماء إلى الماء
ـ ترقصى..؟...
ـ نفسى اتفرج على اللوحة...
كان الولدُ الشايبُ قد هزم الماستر فى الكمبيوتر على سبيل العولمة
وعاملةُ المقهى قد باعت السرير
ـ ستووووو.....ب
يا حسين..الإكسسوار ده غلط خالص
يا جماعه..المشهد ده حضارى جداً
كاميرا 3 .. زووم ع الدُميه أول ماتضحك..
عاوزها تبان طبيعيه جداً ـ
قال جدى..
إفتحى الحصَّاله ..
الواد مش هيرجع ياصفيه
ثم راح يرتِّبُ الحروبَ والأنبياءَ والحضاراتِ والأغانى..
ويُلقى بهم فى اللوحة .



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads