سلامٌ أيها الملك الهمام
سلامٌ أيها الملك الهمام | تطوف به الملائكة الكرام |
أتيتك والعيون الخزر ترنو | إلي كأنها حولي سهام |
فمن أوحى إلى الأقوام أنى | سأشكو من أذاهم ما نسام |
لقد خلفتنا لخطوب دهرٍ | غوالب ما لنا منها اعتصام |
سئمناها فليس لنا اصطبار | وأيسر ما بنا منها السآم |
محمد إنها عشرون عاماً | وحسب المرء مما ساء عام |
أتدري ما تجشمنا الليالي | وتركبنا حوادثها الجسام |
أترضى أن يقر الضيم فينا | فخير رغائب الحر الحمام |
أليس الموت أجمل من حياة ٍ | يهان المرء فيها أو يضام |
أنوماً يا محمد عن بلاد | أباح حريمها الأهل النيام |
فقم تر ما دهاها من شقاءٍ | ومثلك ليس يعييه القيام |
وإنك لو أجلت الطرف فيها | لخضب جيبك الدمع السجام |
وأقيم لو قدرت على جزاءٍ | إذن أودى بنا منك انتقام |
هدمنا ما بنيت من المعالي | بعزمك والخطوب لها اعتزام |
أما يرضيك عمن عق منا | رجالٌ بالوفاء لها اتسام |
سواءٌ من نمته مصر منهم | على غير الحوادث والشآم |
رعى الله الشآم فكم حبانا | أيادي مالها عنا انصرام |
لنا من أهله أهل كرام | يصان العهد فيهم والذمام |
همو أعوان مصر وناصروها | إذا نزلت بها النوب العظام |
وهم إخواننا الأدنون فيها | نصافيهم وإن كره الطغام |
يؤلف بيننا نسبٌ قريبٌ | ويجمعنا التودد والوئام |