الفئران
الليل جاء محملاً بالخوف والأحزانْ
| |
وتسللت نحو الديار قطائع الفئرانْ
| |
لف الظلام مدينتي لم يبق من نور سوى
| |
في أعين الجرذانْ
| |
الناس نامت في مهاد الخوف والموت المعلق
| |
فوق أوردة الكلامْ
| |
وانسابت الفئران فوق عروقنا
| |
جاست ربوع مدينتي ... أكلت على كل الموائدِ
| |
واستطابت لذة التاريخ في الكتب القديمة
| |
رقصت بأبواب المدينة رقصة الموت المعربد في الدروبْ
| |
ثم استباحت ظلمة الدور العتيقة حين كنا
| |
نرقب الأحلام في غاباتها ، فلعلنا نصطاد حلماً
| |
كي يطارحنا المنامْ
| |
أكلت شهادة مولدي وهويتي
| |
وقسيمة العرس التي
| |
قد جاهرت بالاصفرارْ
| |
أكلت أنامل زوجتي ، فانسابت الأنغام فوق دمائها
| |
قرضت قصائد شعري المغزول من ألم الهوى
| |
أو من أغاريد الصباحْ
| |
وتسلقت وجه الرياح لتسرق البسمات من وجه الصغارْ
| |
لتمزق الثوب المجهز للزفافْ
| |
ذاك الذي قد عشت أحلم أن أرى فيه ابنتي
| |
حتى المسافة بين أخر أضلعي فوق الفراشِ
| |
وبين أول شعرةٍ في زوجتي
| |
لم يتركوها للصُدفْ
| |
ثم استباحوا ذلك الثوب الحريري الرقيقْ
| |
والآن هم يسرون نحو الذاكرة
| |
أكلوا جذور النور من خلف الأفقْ
| |
وتدثروا بعباءة الليل الصموتْ
| |
وتبعثروا في كل شبرٍ من ربوع مدينتي
| |
كي يطلبوا منا بطاقات الهوية
| |
يستوقفونا في الطريق إلى الديار
| |
ويسألونا في ازدراء ووجهنا نحو الجدارْ
| |
من أين أنتم ؟!
|