التيه
حطِّم عصاك على صخور ظامئات للحنين
| |
وابكِ على أطلال عمر قد مضى
| |
هذى عصور المعجزات قد انقضت
| |
أصبحت مغضوباً عليك ومستباح
| |
أصبحت موصول الجراح
| |
عنوان قلبك في الليالي الغائمات طريقه
| |
والدرب لا يدنيك يوماً للصباح
| |
حطم عصاك وطر على وجه الرياح
| |
واسلك طريقاً للهرب
| |
فرعونُ والجيشُ اقترب
| |
ماتت عصاك فكيف تلقف خيلهم
| |
أو كيف تفرق في جبين البحر درباً للنجاة
| |
التيه حولك فانطلق
| |
وابحث عن النور المقدس
| |
في صحائفك القديمة
| |
لن تلفظ الشطآن هامان العظيم ولا الجنود
| |
والموج لن يركع أمامك أيها المزروع في كبد الحقيقة
| |
والريح سوف تجئ من أقصى الشمال
| |
لكي تطأطئ رأسك المرفوع في وجه النخيل
| |
كي تسمع العجل الأبيسي الملامح إذ يخور
| |
سيقول من تبعوك إنا مدركون
| |
وبإنهم لا يقدرون على القتال
| |
الله لن يعلى جباه الراكعين
| |
الساجدين الخافضين وجوههم نحو التراب
| |
سيقول من تبعوك إنا مغرقون
| |
وبإنهم لا يعرفون العوم في هذى البحار
| |
الله لا يبنى السفين ولا يقاتل عن غفاة
| |
نائمين مسافرين إلى السراب
| |
التيه يملأه الضباب
| |
كل الدروب تشابهت
| |
فبأي دربٍ سوف تمضي حين يغشاك الظلام
| |
سيقول من تبعوك لن نذهب وراءك أيها
| |
البطلُ الهمام
| |
فاذهب وربك قاتلا إنا سنبقى في سلام
| |
من خاف يسلم من مقادير الأمور
| |
ذهب السلام وما بقى غير التذلل والخضوع
| |
فلتشربوا كأس الخضوع .
|