بين الظلال
يا ذكرياتي البعيدة ؛؛ في عالم الأشبـاح
| |
يا أمنياتي الشريدة ؛؛ في عالــم الأرواح
| |
إليّ قبل الصبـاح
| |
إليّ من كل صـوب ؛؛ في عزلتي وانفرادي
| |
فهينمي (*) حول قلبي ؛؛ ورفرفي في فؤادي
| |
فأنتِ وحيي وزادي
| |
غفلتُ يا ذكرياتي ؛؛ عن وحيكِ القدسيّ
| |
بين اصطخاب الحياة ؛؛ بكل صوت دويّ
| |
وكل جأر قوي !
| |
سهوتُ يا أمنياتي ؛؛ عن النداء الخفي
| |
إلى مراقي الحياةِ ؛؛ إلى الخلود النقي
| |
بحاضر مأتيّ !
| |
يا ذكرياتي البعيدة ؛؛ في عالم الأشباح
| |
يا أمنياتي الشريدة ؛؛ في عالم الأرواح
| |
إليّ قبل الصباح .!
| |
***
| |
الليل أرخى ستوره ؛؛ في هدأة كالخلود
| |
والبدر أرسل نوره ؛؛ كبسمة من وليـد
| |
راضي المحيّا سعيد
| |
وخفض الكون خفقا ؛؛ قد ضرمته الليالي
| |
وعاد يهمس رفقا ؛؛ بذكرياتي الخوالي !
| |
وأمنياتي الغوالي
| |
وجدت نفسي وكانت ؛؛ ضاعت ضياع الإياس
| |
ورُضت نفسي فلانت ؛؛ من بعد طول الشماس
| |
وبعد صعب المراس !
| |
ورفرفت ذكريات ؛؛ أثرن قلبي حنيناً
| |
ونضّرت أمنيات ؛؛ ذبلن كالزهر حينا
| |
فيا لصنع السنينا ..
| |
.
| |
يا ذكرياتي البعيدة ؛؛ في عالم الأشباح
| |
يا أمنياتي الشريدة ؛؛ في عالم الأرواح
| |
إليّ قبل الصباح
| |
فالفجرُ في الكون لاح
| |
والصبح يذكي الصياح
| |
،
| |
فأقبلي في انفرادي ؛؛ ورفرفي في فؤادي
| |
___
| |
(*) الهينمة : الصوت الخافت
| |
*
| |
1934
|