الشعر
حُلمٌ يُمنِّي وأطيافٌ تُناديني | وشعلةٌ من لهيبِ الفكرِ تكويني |
شيء من الحسِ يأتيني كَمَوهبةٍ | تدعو ، فأركضُ ظمآناً فتسقيني |
يجترُني من خلالِ الحرفِ أغنيةً | ألحانُها من عذابِ النَفسِ تُنْجِيني |
يقودني لطريقٍ لستُ أعرفُه | يضل بي فيه حيناً ، ثم يَهديني |
يمتصُّني فيثيرُ النطقَ في شَفتي | ويزرعُ الشَدوَ في ذراتِ تكويني |
***
| |
أراهُ في مُقلِ الغِيدِ الحِسانِ وفي | لونِ السماءِ وفي وردِ البَساتِين ِ |
أراهُ في بَسمةِ الْطفْلِ البَريء وفي | موجِ البِحَار ِ وفي غَيظِ البَراكِينِ |
أراهُ في بَهجةِ الْدُنيَا وَزَهرَتِهَا | كَما أرَاهُ بروحانيةِ الدينِ |
***
| |
هذا هوَ الشِّعْرُ إحْسَاسٌ يُؤرِقُنِّي | وأَنَّةٌ في ظَلامِ الْلَيلِ تُشجِينِي |
إذا عَثُرتُ ، فبالأوزانِ يُنْهِضُني | وإن عَييتُ فبالأفكارِ يَرمِيني |
قالوا : هُوَ الْحُزْنُ قُلتُ : الحزنُ يُسعدُنِي | قالوا : هُوَ الداءُ قُلتُ : الداءُ يشفينِي |
قالوا : هُوَ النَّارُ قُلتُ : النَّارُ تُدفئني | قالوا : هُوَ الْسِّحْرُ قلتُ : الْسِّحْرُ يُرقِينِي |
أنا هُنَا ، لا أَرى شَيئاً سُوى قَلمي | وثقلَ حرفي وأكداسَ الدواوينِ |
قصائدي رهنُ تفكيري بلا عَنتٍ | تكونُ إنْ مَرةً نَاديتُها : كُوني |
فمرةً عَبثُ الأفكارِ يُبعدُنِّي | ومرةً جِدَّةُ الأفكارِ تُدنيني |
حتى إذا ما مَلاكُ الْشِّعْرِ رَاودني | أحِسَسْتُ رُوحَ التَجلِّي في شَراييني |
أُفَجِرُ النَّفسَ إِحساساً وأجْمَعُها | تألقاً بينَ مَنثورٍ و مَوزونِ |
يسيرُ بي "المتنبي " في خمائلهِ | و "ابنُ المعري" بماءِ الفكرِ يَرويني |
***
| |
إذا وَفيتُ بِعهدِ الْحَرْفِ في كَلِمِي | فإنَّ تَاجَ المعَالِي لا يُدْانِيْنِي |