عرشٌ بطولِ مدارِ السبعَةِ الشهبِ
عرشٌ بطولِ مدارِ السبعَةِ الشهبِ | والشمسُ في تاجِهِ لا حليةَ الذهبِ |
حيّ الزمانَ بكفِّ العزِّ مالكهُ | فصافحتْ منهُ كفَّ المجدِ والحسبِ |
على جوانبهِ نورٌ تلألأَ منْ | نورِ الأميرِ وأجدادٍ لهُ وأبِ |
يدني النفوسَ وتقصيها مهابتهُ | كزخرفِ الشمسِ في الهنديةِ القضُبِ |
وما راى وجهَ عباسٍ يقابلهُ | إلا تهللَ بينَ التيهِ والعجبِ |
مولايَ إنَّ بيومٍ قدْ رقيتُ لهُ | من رحمةِ اللهِ سرّاً بانَ للحقبِ |
يوم تمنتهُ مصرَ قبلَ سوّغها اللّ | ه المنى وغدتْ موصولة السببِ |
عباسُ أسعدها واللهُ أيدها | والدهرُ مجَّدها بالعلمِ والأدبِ |
فامتدَّ جانبها واشتدَّ صاحبها | وارتدَّ خاطبها عن ذلكَ الأربِ |
والنيلُ مذ نسبوهُ للأميرِ جرى | ينافرُ السينَ والتاميزَ في النسبِ |
مثل العروسِ إذا زُفتْ تبختر في | استبرقٍ عجبٍ أو سندسٍ قشبِ |
أو كالقصيدةِ في مدحِ العزيزِ إذا | ما امتدَّ في الأرضِ مدَّ الشعرِ في الكتبِ |
يا صاحبَ النيلِ يحميهِ ويحرسهُ | من كيدِ ذي غللٍ في الصدرِ ملتهبِ |
لو يستطيعُ بنو مصرٍ لقد خبأوا | ذا النيلَ في كلِّ جفنٍ غيرَ منتحبِ |
فابسطْ يديكَ ليجري لائذاً بهما | إنب أرى الروعَ في آذيِّهِ الصخبِ |
هذي القلوبُ أحلتكَ الشغفُ فلم | تخفقْ وأنتَ بها إلا من الطربِ |
وكنَّ في مضضٍ لم يألها وأجاً | واليومَ طبْنَ ولولا أنتَ لم تطبِ |
أفزرتَ مصرَ على ريحٍ تكفؤها | كبَّ السفينةِ في التيارِ والعببِ |
وقيتها حينَ لا أمنٌ ولا رغدٌ | وجئتها بحياةٍ وهي في العطبِ |
فكنتَ جُنتها من كلِّ طارقةٍ | وكنتَ جَنتها في ربعها الخصبِ |
أنتَ النجابةُ من آبائها ظهرتْ | فلستُ أعجبُ إن قالوا أبو النُّجبِ |
سموتَ بالصاعدينَ الجد والحسبَ العا | لي وبالساعدينَ الجِدَ والطلبِ |
فَدُمْ لمصر فلم يُثَبتْ سواكَ لها | صدقُ العزيمةِ والأيامُ في كذبِ |
إن الزمانَ لمن جدوا على بَصَرٍ | بالرايِ وهو على الساهينَ باللعبِ |