جَمَعَ الشُّجُونَ وَبدَّدَ الأَحْلاَمَا
جَمَعَ الشُّجُونَ وَبدَّدَ الأَحْلاَمَا | خَطْبٌ أَنَاخَ بَكلْكَلٍ وأَقَامَا |
أَخْلَى الكِنَانَة َ مِنْ أَمَرِّ سِهَامِها | عُوداً وَرَاع النِيلَ والأَهْرَاما |
وعدَا عَلَى رَوْضِ الشَّبابِ وظِلِّه | فَغَدا بِه رَوْضُ الشَّبَابِ حُطَاما |
غُصْنَان هَزَّهُمَا الصِّبَا فتَمَايلا | وسَقَاهُما الأَمَلُ الرَّوِيُّ جِمَاما |
نَجْمان غالهُما الزَّمانُ فأصْبحَا | بَعْدَ التَّألُّق والسُّطُوعِ رُكَاما |
نَسْران لو رَضِيَ القَضَاءُ لحلَّقا | دَهْراً على أُفُقِ الدِّيارِ وَحَاما |
اِبْكِ الشَّبَاب الغَضَّ في رَيْعَانِه | وأَفِضْ عَليه مِنَ الدُّمُوعِ سِجَاماَ |
وانثر أزاهيراً على الزهرالذي | كانت له كل القلوب كمامَا |
وابْعَثْ أَنينَكَ للسَّحابِ شِكَاية ً | فإلاَمَ تحْتَبِسُ الأَنِينَ إِلاَما |
لَهْفِي عَلَى أَمَلٍ مَضَى في لَمْحَة ٍ | لَوْ دَامَ في الدُّنْيا السُّرُورُ لَدَاما |
لمْ نَشْكُرِ الأَيَّامَ عند بَرِيقِه | حَتَّى أَخَذْنَا نَشْتَكِي الأَيَّاما |
لم تَلْمَحِ الْعَيْنُ الطَّمُوحُ شعُاعَه | حَتَّى رَأَتْ ذَاكَ الشُّعاعَ ظَلاَما |
حَجَّاجُ لاقيْتَ اليقينَ مُكَافِحاً | بَطَلاً وياشُهْدِي قَضَيْتَ هُمَاما |
رَكِبَا الهَوَاءَ وكلُّ نفْسٍ لَو دَرَتْ | غَرَضٌ تَنَازَعُهُ المنُونُ سِهَاما |
والمَوْتُ يَلْقَى الأُسْدَ في عِريسِها | ويَغُولُ حَوْلَ كِناسِها الآرَاما |
لا الدِّرْعُ تُصْبِحُ حينَ تَبْطِشُ كفُّه | دِرْعاً ولاَ السَّيْفُ الْحُسَامُ حُسَاما |
رَكِبَا جَمُوحَ الْجَوِّ يَلْوِي رَأْسَه | كِبْراً ويَأْنَفُ أَنْ يُنيلَ زِمَاما |
في عاصِفَاتٍ لم تُزَعْزِعْ مِنْهُما | عزْماً كَحَدِّ السَّيْفِ أَوْ إِقْدَاما |
والْجَوُّ أَكْلَفُ والسَّماءُ مَرِيضَة ٌ | واللَّيْلُ دَاجٍ والْخُطُوبُ تَرَامَى |
والمْوتُ يَخْفِقُ في جَنَاحَيْ جَارِحٍ | مَلأَالفَضَاءَ شَرَاسَة ً وعُرَاما |
بسَمَا إلى الْخَطْب العَبُوسِ وإنّما | يَلْقَى الكميُّ قَضَاءَه بَسّاما |
لَهْفِي عَلَى البَطَلين غالَهُما الرَّدَى | لَمْ يَمْلِكا دَفْعاً ولاَ إِحْجَاما |
المَوْتُ تَحْتَهما يَصُولُ مُخَاتِلاً | والمَوتُ فوقَهما يَحُومُ زُؤَاما |
ثَبَتَا لِحُكْمِ اللّه جَلَّ جَلاَلهُ | والْخَطْبُ يَلْقَاه الكِرَامُ كِرَاما |
والسَّيْفُ أَكْثَرُ ما يُلاقِي حَتْفَه | يومَ الكَرِيهة ِ صَرماً صَمْصَاما |
قد يُنْسىء ُ المَوتُ النِّمالَ بِجُحْرِها | ويَغُولُ في آجَامِه الضِّرْغَاما |
ياهَوْلَها من لَحْظَة ٍ لا نَارُها | بَرْدٌ ولاَ كَان اللَّهِيبُ سَلاَما |
هَلْ أَخْطَرا فِيها عَلَى بَالَيْهما | النيلَ والآباءَ والأَعْمَاما |
والمَوْطِنَ الصَّدْيَانَ يَرْقُبُ عَوْدة ً | وَيْلاَه قَدْ عادَا إِليهِ رِمَاما |
أَتَقَاسَما فيها الوَدَاعَ بلَفْظَة ٍ | أَمْ لَمْ تَدَعْ لَهُما المَنُونُ كلاَما |
هل فكَّرا في الأُمِّ تندُب حَظَّها | والزَّوْجِ تُسْكِتُ وَالهِينَ يَتَامَى |
إنّ السَّلامَة َ قد تَكونُ مَذَلَّة ً | ويَكُونُ إقْدامُ الجريء حِمَاما |
والمرءُ يَلْقَى باختيارِ كِلَيْهِما | حَمْداً يُحلِّقُ بِاسْمِه أَوْ ذَاما |
والمَجْدُ يَعْتَدُّ الْحَيَاة َ قَصِيرة ً | ويَرَى فَناءَ الْخَالِدِين دَوَاما |