الولادة عند انتهاء المكان
عندما تُولَدُ اليومَ فكِّرْ بأنَّ القيامةَ
| |
قابَ اختراقِكَ ذاكرةِ الناسِ
| |
والموتَ أعمى..
| |
غدًا سوف تستنشق البرتقالَ على مَهَلٍ
| |
تتمشَّى على ساحلٍ من كلامكَ
| |
في الليل تجلس ترقب عشاقَ مَنْ سجدوا للغاتِ
| |
وتبتدر الأغنياتِ بأيِّ انسجامٍ مع الكوْنِ
| |
تنسى القيامةَ حين تغوصُ على ساحل الأبيض المتوسطِ
| |
والرملُ يهمسُ بالسرِّ عن قادةٍ فاتحينَ
| |
وعن سفن النازحينَ
| |
وعن رعشة الحبِّ في جسد العاشقين المَدِينين للرملِ
| |
عن سطوة الماء إمَّا أراد النزول إلى الأرض
| |
عن بُعْدِ حُلْمِي ..
| |
وللآدميِّ اختيارُ الوسيلةِ
| |
والطرقِ الموصلهْ
| |
تتنفَّسُ فيكَ المواعيدُ
| |
للحُلْمِ موعدُهُ..
| |
مثلما لانهيار الطريق إلى الحُلْمِ !
| |
للحزن موعدُهُ..
| |
عادةً يسبق الحزنُ كلَّ المواعيدِ
| |
للحبِّ موعدُهُ
| |
عندما تجد الحبَّ تنسجم الكائناتُ الخفيَّةُ
| |
لوْ لثوانٍ
| |
تَزُفُّ ابتسامكَ للرمل والبحر والنخل
| |
تشعر أن الحياةَ حقيقيَّةٌ مثلما الموتِ
| |
والموتُ آخرُ من يعد الآدميَّ على الأرض
| |
من يحسم المسألهْ
| |
في الطريق إلى البحر يبتسم الوقتُ
| |
يلبس قُبَّعَةً وثيابًا حريريَّةً
| |
ويرشُّ العطورَ على الكائنات المحيطة
| |
يشعل سيجارَهُ اللانهائيَّ
| |
ثم يدندن لحنًا شجيًّا عن الحبِّ
| |
يسعل في لذَّةٍ مرَّةً
| |
مرَّتيْنِ..
| |
يقهقه ملءَ الدُّخَان
| |
ويطلب شايًا وتفاحةً ومناديلَ
| |
ثم يصرُّ على أن يقوم بدفع الحساب
| |
يُخَرِّبُ ساعتَهُ
| |
كيْ تدورَ العقاربُ في عكس توقيتها
| |
ويسافر جَنْبِي
| |
يبادرني عند بدء الطريق
| |
بفاتحة البسملهْ
| |
يرث الناسُ أقدارَهم دون رأيٍ
| |
وتدفعهم فطرةٌ ما ليستوطنوا
| |
الحب أو ينتموا للحروف الذكية
| |
تدخلهم في متاهتها الدائرية
| |
تشعلهم بالخيال الحزين وباللغة الجاهلية
| |
يبقى الغيابُ هو القَدَرُ الصعب
| |
بُعْدُ الحبيبةِ
| |
والقَدَرَ المُرَّ تبقى القصيدةُ
| |
ما اخترتُها
| |
بل أتتني طواعيةً أو كراهيةً كانَ
| |
من جهة العائلهْ
| |
ليس حقدًا على الناس كُنَّا نَخُطُّ التهاويمَ
| |
حتى نعرِّيَهم، كانتِ الأرضُ ضيِّقةً
| |
والهزيعُ الأخيرُ من الشِّعْرِ ملتبسًا
| |
بالشعور تجاه الحداثيِّ والمعجميِّ
| |
ومن يخلط القولَ والأعجميِّ
| |
ومن يمسك الشِّعْرَ من شَعْرِهِ ويجرِّبُهُ
| |
في نواحي الحوائط كيْ يستقيمَ
| |
ولم تكنِ المعطياتُ البسيطةُ معروفةً
| |
حين جئنا نردِّدُ نفسَ الحكايات
| |
في الفتنةِ الأبديَّةِ للحرف
| |
نستنزف الأخيلهْ
| |
عندما تخلع الملصقاتِ القديمةَ من جُدُرِ العقل..
| |
تَلْحَظُ ملمسها قد تغيَّرَ
| |
تُدْرِكُ آثارها في الجدار وإن غادرتْهُ
| |
تفاجئكَ اللمعةُ الأوليَّةُ للذهن بعد الإزالةِ
| |
حين تكون على حافة المعطيات الجديدة..
| |
كن واثقًا من هشاشتها رغم قوِّتها
| |
وتشبُّثِها في الجدار بشكلٍ غريبٍ
| |
وكن واثقًا أنها ستدافع ملء البنادق
| |
عن حقِّها في الوجود الطبيعيِّ
| |
لن تتساقط قبل اقترابكَ منها
| |
- كما يحدث الآن للملصقاتِ -
| |
ولن تَهِبَ العقلَ درعًا جديدًا
| |
ليحملَهُ خالدُ بن الوليدِ
| |
أمينًا على الجيش ينتظر الأمر
| |
كيْ تعزلهْ !
| |
فيعود إلى ساحة الجند بعد الولاية
| |
والحرب تُتْرَى
| |
سريعًا سيستبق الجانبانِ السلاح
| |
فحدِّدْ فريقك وانصرْهُ
| |
أو مُتْ عزيزًا على شاطئ البحر
| |
تُرديكَ أفكارُكَ الناقماتُ
| |
وتُهديك منفًى
| |
وأنت – الحياديَّ - تختار ميتتكَ العادلهْ
| |
كنْ كما أنتَ
| |
أنشودةً لا تحبُّ الشفاهَ
| |
السماءُ ستمطر عمَّا قليلٍ من الشِّعْرِ
| |
وردًا بديلاً
| |
ورائحةُ الورد سوف تعمُّ الجهاتِ
| |
وتبتكر الوعدَ
| |
كُنْ نرجسيًّا
| |
لكي تتقنَ اللذَّةَ الهمجيَّةَ للشِّعْرِ
| |
واسكبْ على شاطئ الأطلسيِّ
| |
ابتهالاتِ عشقكَ
| |
وحدكَ تشتعل الآن في الموج
| |
أفكارُكَ النازحاتُ إلى البرِّ
| |
لم يمهلوك ليستوطنوا الحرْفَ
| |
أفكارُكَ انكسرتْ
| |
في الطريق إلى الحفلة العائليَّةِ
| |
حيث تصدُّ المعازيم بالبسمة المسرحيَّةِ
| |
لن يقفَ الرملُ مستعظمًا – مثلما تتخيَّلُ –
| |
ما قلتَ
| |
كلُّ الحكايةِ
| |
أنَّكَ حين تغادر موقعكَ الساحليَّ
| |
ويسقط وجهُكَ في الرمل فَكِّرْ
| |
بأنَّ القيامةَ قاب اختراقكَ ذاكرةِ الناس
| |
والموتَ .. أعمى
|