أحلام الغرقى
الصمت ووجه الدور الشاحب
| |
والأشجار المنتصبات بباب القرية كالأشباحْ
| |
والأفق الحائر في خوفٍ
| |
ما بين العتمة والنورْ
| |
والنهر الثائر عند حدود القرية يحمل بين يديه
| |
قلوعاً صنعت من أفئدة الموهومين
| |
بما لم يظهر خلف النهرْ
| |
وقف الطفل يداعب رمل الشاطئ ينظر
| |
نحو الشط الآخرْ
| |
يتمنى أن يأتي يوماً يبحرُ نحو الشط الآخرْ
| |
ما زالت تسكنه الرغبة أن يركب أجنحة
| |
النورس ويحلق في كل فضاءْ
| |
ما زال يحاول أن يعرف ماذا يخفي الشط الآخرْ
| |
فالشمس تلم ضفائرها خلف نخيل الشط الآخرْ
| |
والنورس يحكم مملكةً للطير على الشط الآخرْ
| |
وإذا جن الليل عليهْ
| |
يرفع عينيه لسطح الدارْ
| |
يتسلق سلمه الخشبي ، وينظر عبر مياه النهرْ
| |
يرقبُ أضواءً تتلألأ في جوف الليلْ
| |
أضواءً لا يشعلها الزيتْ
| |
لا تطفئها الريح ولا الأمطارْ
| |
أضواءً تدعوه ليعبر ويحطم جدران الخوف
| |
لكن حكايات النسوِة عن ذاك العملاق الرابض
| |
في قاع النهر الصخري
| |
تسجنه بأقبية الرهبة
| |
تطفئ في عينيه الرغبة
| |
تصنع سجناً من أضلعه
| |
من كفي الأم الثكلى
| |
حين تخاف عليه فتصنع من نهديها ألف وسادة
| |
المجهول سيصبح وحشاً ، ما دامت أجنحة النورس
| |
لا تقدر أن تحمل طفلاً
| |
ذات مساءْ
| |
رحل الطفلْ
| |
ركب بساط الريح وسافرْ
| |
قال العراف : طواه الموجْ
| |
انضم لقافلة الموتى
| |
وتظل القرية هامدةً يأكلها الخوفْ
| |
يطويها الصمتْ
| |
والدور يدور عليها
| |
الموت .
|