أصواتٌ في مُدنِ الموت
شاخِصةٌ كالموتى كُنتِ تنامين
| |
يتَعَثَّرُ فيكِ ويَنكفيءُ الإنسان ..
| |
.. في ظُلمةِ ليلكِ
| |
تُغرِقُهُ الأحزان
| |
ولا تَكتَرِثين
| |
إلاَّ لنداء الملقِ الصارخ
| |
في ضوء الإعلان !
| |
-----------------------------
| |
يرتادُكِ خطوي في مُنتَصفِ الليل
| |
تتلفَّتُ نحوي غاباتُ التاريخ
| |
تتراقصُ خلفَ الوجهِ المُرتَعِشِ الأسيان
| |
يُراوِغُ فيكِ الضوءُ الظِل !
| |
فيخفى وجهُكِ خلفَ قناعٍ من بهتان
| |
هذا زَمَنُكِ محفورٌ بسياطِ الذُل
| |
وهذي صفحات الأيامِ تمُرُّ عليكِ
| |
تشير إلى آمادِ العدل
| |
تبثُّ النبضَ بقلبٍ راوغَهُ الخَفقان
| |
فلا ينتفَض الجسدُ المحمومُ المُعتَل !
| |
يظَلُّ أسيرَ مواتِ الروحِ
| |
طريحاً من زَمنٍ قد شُل !
| |
يغشاكِ الليل
| |
يسوط الذاكرةَ المُلقاةَ بتيهِ العتمةِ برؤى التاريخِ المهجور
| |
فيفجؤ وجهَكِ هذا الحزنُ القادمُ
| |
من ذاكرةِ الويل !
| |
---------------------------------
| |
يسألُني صوتٌ عن تاريخكِ حين تسَيَّدتِ الأيام
| |
يسألُني عمَّا يبقى من حكمة هذا التاريخ الآن
| |
يسألُني : هل مازالت تأكُلُ خُبزَ الذُّل السَّاقِطَ مِن مَائِدَة التاريخ
| |
.. وتقتات الأحزان ؟
| |
أتلفَّتُ حولي
| |
هذا إنسانٌ عابر
| |
يقطعُ فيكِ ميادينَ الأضواء بوجهٍ مُنطفيءٍ خزيان
| |
يُرجِّي فيكِ الحقَّ
| |
تقاذَفَهُ الظُلمُ وأضناهُ البُهتان
| |
أتلفَّتُ حولي
| |
هذا سِربٌ من غِربَان
| |
يهوي فوق مآذِنَكِ البيضاء
| |
وينعقُ .. يفردُ أجنِحةً من ليلٍ فوقكِ
| |
.. ينهشُ جُثَّةَ موتكِ مُسبَلَة الأجفان
| |
أتلفَّتُ ..
| |
ليس سوى الإعلان
| |
.. يصرُخُ بالأضواء بعُمقِ الليل ويلهث
| |
خلف نداء السُّرعة فيكِ
| |
وأنتِ كما الموت تنامين
| |
يتعَثَّرُ فيكِ وينكفيءُ الإنسان
| |
.. في ظُلمة ليلكِ تُغرِقُهُ الأحزان
| |
ولا تكترثين
| |
إلا لِنداء المَلقِ الصارخ
| |
في ضوءِ الإعلان
|