الصرخةُ والسَّيف
يا سيِّدي .. حاكم البلاد
| |
عامانِ أطلُبُ المُثولَ في رَحاب مجلِسك
| |
فيُلقِني الحُرَّاس خارجَ الأسوار
| |
عامانِ أُوصِلُ المَساءَ بالنهار
| |
أدورُ حولَ قصرَكَ المُراقَب المَهيب
| |
لعلَّ ثَغرَةً بعيدةً تنتهي إليكَ أو طريق
| |
وها أنا أتيتُ في تغافُل الحُرَّاس
| |
لألتقيكَ – والفؤادُ يمتلي بعلقم السنين
| |
وقد نصَبتَ مجلِسك
| |
لجوقةِ السُمَّار والمُنَافِِقِين
| |
جهلتَ ما يدورُ بالبِلاد من أَسَى
| |
والظُلمُ طاولَ الرَّقاب ..
| |
أسمَل الحياةَ في العُيون
| |
الناسُ يا مولاي جائِعون
| |
وموسمُ الحصاد جاءَ مُجدِباً كَكُلِّ عام
| |
وجامعو الضرائب القُسَاة يسلبونهم ..
| |
.. جميعَ ما تطاله أيديهم الغِلاظ
| |
ويرتشونَ مِن ذوي الضِياع والقُصور ..
| |
.. لا يُسائِلونهم عن الضريبة التي تحقُّ للبِلاد
| |
والجُند يعلمون !
| |
يقاسمونهم غنيمةَ الحَرام
| |
والوُلاةُ ظالمون
| |
يدرونَ ما يحلُّ بالبِلاد والعباد
| |
فالفقرُ طاولَ الجميعَ ..
| |
.. والبَلاءُ والكساد
| |
ويرفعونَ كُلَّ ليلةٍ رسالةً إليك
| |
.. تنتهي بأنَّ مُلكَكَ العظيمَ في أمان
| |
والأمورُ في البلاد
| |
تسيرُ وِفقَ ما يُرامُ
| |
والنَّاسُ هانِئون
| |
يُسَبِّحونَ كُلّ ليلةٍ بحمدِ حكمِك الأمين
| |
والسلام !
| |
مولاي .. لو دريت فالولاة ..
| |
قد أسدلوا عن الرعية التعيسة الستائر السوداء
| |
وأوقفوا الحُجَّابَ يمنعونَ كُلَّ من له شِكايةٌ عن الدُّخول
| |
وأغرقوا ليلاتِهم
| |
بالخَمرِ والقيانِ والطَرَب
| |
وأرسلوا في الناس من يُذِلّهم
| |
.. بالسوطِ إن علا صراخُهُم
| |
وطاولَ الغَضَب
| |
حناجِرَ الضعاف والمُشَرَّدين !
| |
وأنتَ تكتفي بحُكمِ مُلْكَكَ العريضَ من هُنا
| |
من قصرِكَ المُشيَّد القِِبابَ والأركان
| |
لم تَمشِ في الأسواق أو تُفاجيء البيوت كي ترى الأحزان
| |
والفقرَ والبطالةَ العقيمَ والوباءَ والمَرَض
| |
تعيشُ بين النَّاس كالهواء
| |
والسَّيفُ وَحْدَهُ مُحَكَّمٌ على الرِّقاب
| |
القَهرُ يا مولايَ خلفَ كُلّ باب
| |
يُهيئ النفوسَ - لو دريتَ - لانتفاضة الغضب
| |
القهرُ والعذاب
| |
ولم يَعُد أمامَكَ الكثيرْ
| |
إمَّا تُعيدُ للبِلاد عدلها السليب
| |
وتُنصِفُ الضِعافَ والمُشَرَّدين
| |
أو فانتظِر ..
| |
أن يجنح الأسى بهم ويُفلِتُ الجُنون
| |
وتُدرِكُ المأساةَ حينَ يُطبِقُ المَصير
|