وداَعَاً أبى
وَأَصْبَحْتَ طَيْفَاً بَعيدَ المَزارْ
| |
وأُقْصِيتَ عَنَّا
| |
فَلَمَّا فَقَدْناكَ ذاكَ النَّهارْ
| |
وجُرِّدْتَ مِنَّا
| |
أتينا إليْكْ
| |
بَكَيْنا عَلَيْكْ
| |
فَقَدْ كُنْتَ فينا كعصْفورِ أيْكْ
| |
بِحُبٍ تَغَنَّى
| |
وقَدْ كُنْتَ فينا مع الحُلْمِ حُلْمَاً
| |
معَ العُمْرِ عُمْرَاً
| |
معَ اللَّيْلِ بَدْراً بهِ قَدْ فُتِنَّا
| |
وَأَصْبَحْتَ طَيْفَاً بَعيدَ المَزارْ
| |
*****
| |
لَقَدْ كانَ يَوْمَاً عَصيباً عَلَيْنا
| |
فَوا أسَفا حَيْثُ ضَاعَ الشَّبابْ
| |
فَقَدْ كانَ كالشَّمْسِ ما إن تَبَدَّتْ
| |
فَكَيْفَ تَوارَى
| |
وفى الفَجْرِ غَابْ ؟!
| |
وَها صارَ كالحُلْمِ نَهْفوا إليهِ
| |
فَنَلْقاهُ حَيْثُ انتهيْنا
| |
سَرَابْ
| |
وما كُنْتُ أَحْسَبُ أنَّ الليالى
| |
سَتَغْتالُ نُدْمانَها والشَّرابْ
| |
وأنَّ نُجومَ السَّما النَيْراتِ
| |
سَتَهْوِى
| |
ليَعْلو ذُراها التُّرابْ !!
| |
ويُصْبِحُ مَنْ كانَ يَمْشى الهُوَيْنا
| |
يُحَلِّقُ كالطَّيْرِ
| |
بَلْ كالشِّهابْ
| |
ويَجْتاحُنا الحُزْنُ حتَّى كَأنَّا
| |
كَفُلْكٍ
| |
تَرَامَتْ بطَامِى العَبَابْ
| |
وَدَاعاً أبى
| |
وَدَاعاً فللمَوْتِ جُرْحٌ عَمِيقٌ
| |
وَدَاعاً فللمَوْتِ ظُفْرٌ وَنَابْ
| |
ودَاعاً أبى وَلْتَنُلْ حَيْثُ تَرْقَى
| |
رَفيعَ الجِنانِ وحُسْنَ المَآبْ
|