العيدُ أقبَلَ باسِمَ الثغر
العيدُ أقبَلَ باسِمَ الثغر | ومُناهُ أن تحيا مدى الدهرِ |
حتَّى تعيشَ بغبطَةٍ أبداً | ويُعدَّ من أيامِك الغُرِّ |
فاهنأ به واسعد بطالِعه | ماضي العزيمةِ نافذَ الأمر |
وافاك يحملُ في بشائِرِه | ما شِئتَ من عِزٍّ ومِن عُمر |
والوفدُ يتلو الوفدَ مُستَبِقاً | أم العطاشُ مواقِعَ القَطرِ |
والساحةُ الفَيحاءُ مزدَحَمٌ | كالموجِ يلقى الموجَ في بحرِ |
وكأنما القصرُ المُنيرُ وقد | أشرقتَ فيه هالةُ البَدر |
فإذا طلعتَ وضاءَ بدرُك في | أُفقِ الأَريكةِ وافِرَ البِشر |
يجدُونَ مِن رُحماكَ ما يجد ال | إِبنُ الوَحيدُ مِنَ الأبِ البَرِّ |
ويَرونَ كلَّ الناسِ في مُلِك | وَيَرَونَ كل الأرضِ في قَصرِ |
عباسُ يا أغلى الملوكِ يَداً | وأعزَّهم في مَوقفِ الفَخر |
لم يَبقَ قلبٌ ما حَلَلتَ بهِ | وسكنتَ مِنهُ مَوضِعَ السِّرِّ |
والحبُّ ليس بصادقٍ أبداً | إن لم يكن في السرِّ كالجَهرِ |
فسلمتَ للعلياءِ تحرسُها | وتصونُها من أعينِ الدهرِ |
وبقيتَ للنعماءِ تمنحُها | وبقيتَ للإحسانِ والبرِّ |
أو ليتني ما كنت آملُه | وحبوتَني بالنائل الغَمرِ |
وعفوتَ عني عفوَ مقتدرٍ | والذنبُ فوقَ العَفوِ والغُفرِ |
والصفح أجملُ ما يكونُ إذا | ما الذنبُ جَلَّ وضاقَ عن عُذرِ |
فمتى أقومُ بشكرِ أنعُمِكَ ال | جُلى وقد جلت عن الشكرِ |