الرئيسية » » غريب | مروة دياب

غريب | مروة دياب

Written By Unknown on الأربعاء، 17 يوليو 2013 | يوليو 17, 2013

غريب


غَريبٌ بأرض النّيـلِ مَزَّقَـهُ الهَـوى أما عاد في قلب الكنانـة مـن غـدِ؟
غريـبٌ و أشبـاحُ المَنايـا تَلوكُنـي و نير الليالـي فـوق قلـبٍ مُسَهَّـدِ
أُطَبِّـبُ أَدْواءَ الأَنــامِ وَ دَمْعَـتـي على الخد تكويني و قد عَزَّ مُنْجِـدِي
فلا باكيًـا أمسيـت أَنْـدبُ غُرْبَتـي و لا شاكيًـا حالـي و مُـرَّ تَجَلُّـدي
و لا ضائقًـا مِنْـوالَ عُمْـرٍ قَضَيْتُـهُ بعيدًا بذا المنفى، و عن حلم مولـدي
غَنِيٌّ عن الدنيـا.. و تلـك مَعَزَّتـي و ما هِـيَ عَنّـي بالغنـيِّ المُزَهَّـدِ
غَنِيٌّ و كـل النـاس حَوْلـي مَواقـدٌ على المال من عـانٍ فقيـرٍ و سَيِّـدِ
إذا الليلُ يَسْقيني السُّهادَ فَما الضُّحـى يُريـح فـؤادي مـن عـذابٍ مخّلَّـدِ
و ما الصُّبْحُ مِمّـا أَرْتَجيـهِ مَخافَـةً و ما الخطب يُضْني أي مُهْـرٍ مُعَـوَّدِ
و لكنَّنـي ساءَلْـتُ دَهُـرِِيَ ساعـةً أداوي بهـا مـا أتلـف المُّـرُّ للغَـدِ
رسمتكِ حلمـي و الْتَمَسْتُـكِ غايتـي و حَطَّمْتُ ما دون ابتغائـك مـن يـدِ
فَبِتُّ و قد سُلّيـت عـن كُـلِّ مِحْنَـةٍ و أصبحت قـد نُسّيـت كُـلَّ تَشَـرُّدِ
تَراني الدُّنا بالبشْرِ أَرْسـمُ صَفْحَتـي و بالحكم أرنو نحـو عِـزٍّ و سـؤددِ
و ما كُلَّ بَسّـامٍ سَمـا الفـرح أُفْقُـهُ و ما كل وَقّاد مـن الحكـم يهتـدي
و ما كل باكٍ من رُبـى الغـم ناهـلٌ فما الدمعُ غير البرءِ للجـرحِ و الغـدِ
هو الحزن.. قهرُ الدمعِ إن لاح طيفـه و إحجـام آهٍ.. مـن فـؤادٍ مُـوَقَّـدِ
و أَنَّـة قلـبٍ حَطَّـمَ اليَـأْسُ كَوْنَـهُ و بسمـة جـرحٍ صامِـدٍ مُتَجَـلِّـدِ
أضاحك دمعي.. تلـك قلـة حيلتـي و أبرئ جُرْحـي بالحُسـامِ المُهَنَّـدِ
و أشكو فؤادًا ناءَ بالشعر و الهَـوى و أضحى كَطَوْدٍ عاجِزِ القَلْبِ و اليـدِ
إذا الليل أسـرى بـي إليـك رَدَدْتُـهُ و جَرَّعْتُ قَلْبي كَـأْسَ وَجْـدٍ مُسَهّـدِ
أنا كبريـاء ليـس تُدْرِكُـهُ الـوَرى أنـا روح إنسـانٍ قتـيـلٍ مُـشَـرَّدِ
و عِـزَّةُ نَفْـسٍٍ أَسْتَبيـحُ لأجْلِـهـا دمائي.. فإنـي صَـرْحُ عِـزٍّ مُوَطَّـدِ
عزيزٌ فؤادي ليس يخفـضُ عَرْشُـهُ عُقاب الجَـوى، لكـنْ برِقَّـة سّيِّـدِ
تضيق الدنا في مقلتَـيَّ و لـم يكـنْ سوى جُرْحِكِ المَعْجونِ بالهَوْلِ مَوْعِدي
رأيت احتضـارًا أن أكابـر عيشهـا و أكبرَ جُرْمٍ أن أَقـولَ لَهـا: قَـدي!
و أن أُسْلِمَ الغَـدْرَ العَتيـقَ جُذورَهـا ليجهض شعبًا ذاب شَوْقًا إلـى الغَـدِ
فلا تتركينـي.. و السُّيـوفُ تحفنـي و أشْواكُ من تَدْرينَ غَيْبي وَ مَشْهَدي
و لا تتركينـي.. فالسِّبـاعُ تَرَصَّـدَتْ و قد سَقَطَتْ قيثارَةُ الشِّعُرِ من يَـدي
فكيـف إذا آنَسْـتُ قُرْبَـكِ رَدَّنــيه وانـي و إن أُقْصيـتُ لـم أَتَـرَدَّدِ؟
و كيف إذا وهْـجُ الحَنيـن يَقودُنـي لعينيك أهـوي تارِكًـا كُـلَّ مَقْصـدِ
هو الحُبُّ يا غَيْـثَ الفُـؤادِ و لَوْعَـةٌ فريعانُ عمري أَنْتِ.. و الحُبُّ مَعْبَدي
طبيب!! و لي أرضٌ تَفَتَّـقَ جُرْحُهـا و قد عَجزَتْ عن برْءِ آلامِهـا يَـدي
طبيبٌ و لا يُجْـدي دَوائـي أَحِبَّتـي فكيـف بِعَيْـشٍ للطَّبيـب المُقَـعَّـدِ؟
سَئِمْـتُ زَمانـي و الحَيـاةَ بِأَسْرِهـا و بِتُّ أُنادي المَوْتَ إن كانَ مُنْجِـدي
يلومونَ دمْعي إذ بَكَيْتُـكَ يـا هَـوى أمـا عَلِمـوا أنَّ الدُّمـوعَ مُهَـنَّـدي
أَمـا عَلمـوا أنَّ العَزيمَـةَ دُمِّــرَتْ و في الدمعِ قيثاري و سيْفي و مِذْوَدي
سَأَبْكيكِ يا شَمْـسَ الكِنانَـةِ ضائِعًـا فإن مـتُّ فانْسينـي و إِلاّ تَجَلْمَـدي
و إن متُّ لا تَبْـكِ الوَفـاءَ بِمُقْلَتـي فقد عِشْتُهُ.. العُمْرَ الأَليـمَ بِـلا غَـدِ

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads