الرئيسية » » أيتها الأشباح | علي محمود طه

أيتها الأشباح | علي محمود طه

Written By Unknown on الأربعاء، 17 يوليو 2013 | يوليو 17, 2013

أيتها الأشباح

لم أفبلت في الظّلام إليّ ؟ و لماذا طرقت بابي ليلا؟
لات حين المزار أيّتها الأشـ ـباح فامضي فما عرفتك قبلا!
***
أتركيني في وحشتي و دعيني في مكاني بوحدتي مستقلا
لست من تقصدين في ذلك الوا دي فعذرا إن لم أقل لك أهلا!
***
لا تطيلي الوقوف تحت سياجي لن تري فيه للثّواء محلاّ
ضلّ مسراك في الظّلام فعودي و احذري فيه ثانيا أن يضلاّ
***
ذاك مأوى في تخوم الفياقي طلل واجم عليك أطلا
قد تخلّيت عن زماني فيه وهو بي عن زمانه قد تخلّى
***
لن ترى من خلاله غير خفّا قشعاع يكاد في اللّيل يبلى
و خيال مستغرق في ذهول بات يرعى ذباله المضمحلا
إبرخي بهوه الكئيب فما فيـ ـه لعينيك بهجة تتجلّى
قد نزلت العشيّ فيه على قفـ ـر جفته الحياة ماء و ظلاّ!
***
كان هذا المكان روضا نضيرا جرّ فيه الرّبيع بالأمس ذيلا
كان فيه زهرا فعاد هشيما كان فيه طير و لكن تولّى
***
فاسلمي من شقائه و دعيه و حده يصحب السّكون المملا
و اطرقي غير بابه ، إنّ روحي أحكمت دونه رتاجا و قفلا!
***
أ وقوفا إلى الصّباح ببابي!؟ شدّ ما جئته غباء و جهلا !
أبعدي من وراء نافذتي الآ ن ورفقا إذا انثنيت و مهلا !
***
إنّ من تحتها هزازا صريعا سامه البرد في العشيّة قتلا
و أزاهير حوله ذابلات مزّقتها الرياح في اللّيل شملا
***
كان لي في حياتها خير سلوى فدعيني بموتها أتسلّى
فهي بقايا صبابة و دموع جثيا عندها شعاعا و طلاّ
***
إنّ عيني بها أحقّ من المو ت و قلبي بها من القبر أولى
جنّ قلبي فاستضحكته المنايا حيث أبكتني الحقيقة عقلا
***
لا تطيلي الوقوف أيّتها الأشبـ ـاح فامضي فما رأيتك قبلا
أو لم تسمعي؟ جهلتك من أنـ ـت ! فعودي فما كذبتك قولا !!


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads