دوائر الطباشير
لن ألتقيكَ اليوم؟
|
فقد محوتَ وجهَكَ القديمَ من ذاكرتي
|
واستبدلتَ به
|
خطوطًا جامدةً
|
ارتسمتْ عند باحة "رابعة العدويّة"
|
التي أطرقتْ في صمتٍ
|
يليق بالمحنةِ القادمة،
|
ثم أغمضتْ
|
حين التصقَ وجهُكَ بصدرِها
|
شاحبًا كقديس،
|
ينسربُ بياضُه من الأصابعِ
|
في وهنٍ
|
يشبه الحروب الباردة.
|
أيها المشجوجُ بفأسٍ
|
ألابدَ أن نلتقي؟
|
في مرسمِ البنتِ التي غدرت بكَ،
|
وغاصت في الدائرة التي رسمتْها بالأمس؟
|
البنتِ التي أطاحتْ بحُلمِكَ
|
ثم صالحتْكَ بريشةٍ
|
ورزمةِ أوراقِ فارغةٍ؟
|
مغدورةٌ أنا مثلك
|
شجَّني ولدٌ
|
ثم فرَّغَ بالمثقَبِ جُمجمتي
|
ليملأَ موضعَ الفوضى
|
لونًا وقشًّا
|
وكثيرًا من الصمتْ.
|
كان لي ولدٌ
|
كان لي ولدان
|
سرقتْهما دائرةُ الطباشير القوقازية
|
ألهاني ألمُ الرأسِ عن جذبِ ذراعيهما
|
فضاعا.
|
للصامتين أن يلتقوا مساء الأحد
|
في مراسمِهم التي أعدّوها على عجلٍ
|
قبل أن تبتلعَهم الدائرة التي،
|
لا تنمحي.
|
لكن ذوي الشجِّ
|
يمتنعون.
|
بوسع المشجوجون
|
أن يلملموا الترابَ والبنَّ من الجبل
|
ليسدوا الشروخ في أعماقِهم،
|
بوسعهم أن يساوموا دودةَ القزِّ
|
علّها تتقيأُ شيئا من التوتْ
|
الذي ادخرته في جوفِها
|
ثم يدارون سوءاتِ رؤوسِهم المصدوعةِ
|
بأوراقه الخضراء.
|
"مها" ستعود يومًا،
|
حين ينفلتُ "مازن" من الأنشوطة الخائنة
|
وحين يتكلم "عمر" ليهتفَ:
|
أيها الرجل
|
كيف استطعتَ أن تحوّلَ المحنةَ
|
إلى لونْ !!
|
|