مرثية الصباح
متى مات هذا الصباحُ الجديدْ ؟ | وكيف فقدنا الضياء الوحيد؟ |
وكيف تَوَشَّحَ ثوبَ الحداد | وقد كان يرفل في ثوب عِيدْ ؟ |
وكيف تَولَّى وفي وجهه | يلوحُ مع الحزن فجرٌ وليدْ ؟ |
***
| |
أيا صبح تبكيك هذي العيون | وتغزل بالدمع أحلى نشيدْ |
وترثيك ألسنةُ الشعراء | وتهفو إليك حُروفُ القصيدْ |
ويروي الأسى كيف مات الصباح | ويُبدئُ في سَردِهِ ويُعيدْ |
يقول الأسى جففوا دَمْعَكم | فلا شيء إلا المآسي أكيدْ |
ألا تسمعونَ سَرير الظلا | م يُنادي كعاهرةٍ تستزيدْ ؟ |
ويأوي الغباءُ إلى حُضنِهِ | فينجبُ في كل يومٍ بليدْ |
***
| |
ولليل إذ ينتشي أَرْجُلٌ | حديديةٌ في جبينِ "الصعيدْ " |
تُطلُّ على "مَلوي" رأسُه | وكفاه تدفن فرع "رشيدْ " |
ويحميه إن صرخَ النائمونَ | لسانُ "زيادٍ" وسيفُ "يزيدْ" |
فيصبحُ أفصح من " أكثمٍ " | وأشجع من "خالد بن الوليدْ" |
يمجد في كل يوم بغياً | ويلعنُ في كل يوم شهيدْ |
يُسَطِّرُ أحكامَه بالدماءِ | ويُملي قراراتِه بالحديدْ |
وللصمتِ عينانِ نضاختانِ | تَرى الحلمَ مثلَ سرابٍ بعيدْ |
لسانٌ ينددُ بالغاصبينَ | وكفانِ في جبلٍ من جليدْ |
وتحتَ الدُجى عَالمٌ ماردٌ | صداه يردد ما لا يُجيدْ |
يغني هنا البؤسُ مستبشراً | وتحت ذرا الليل تشدو "وحيدْ" |
وللنارِ إذ تنطفي لوعةٌ | لأمجادِ شُعلتِها تستعيدْ |
سيأتي صباحٌ جميلُ الرواء | بأهدابه تستظل العبيدْ |
وتهفو الشعوبُ إلى عينه | وتقبس من نوره ما تريدْ |
"تحيتهم يوم يلقونه | سلامٌ " أطلَّ الصباحَ الجديدْ |