الرئيسية » » مرثية الصباح | علي فريد

مرثية الصباح | علي فريد

Written By Unknown on الأربعاء، 17 يوليو 2013 | يوليو 17, 2013

مرثية الصباح

متى مات هذا الصباحُ الجديدْ ؟ وكيف فقدنا الضياء الوحيد؟
وكيف تَوَشَّحَ ثوبَ الحداد وقد كان يرفل في ثوب عِيدْ ؟
وكيف تَولَّى وفي وجهه يلوحُ مع الحزن فجرٌ وليدْ ؟
***
أيا صبح تبكيك هذي العيون وتغزل بالدمع أحلى نشيدْ
وترثيك ألسنةُ الشعراء وتهفو إليك حُروفُ القصيدْ
ويروي الأسى كيف مات الصباح ويُبدئُ في سَردِهِ ويُعيدْ
يقول الأسى جففوا دَمْعَكم فلا شيء إلا المآسي أكيدْ
ألا تسمعونَ سَرير الظلا م يُنادي كعاهرةٍ تستزيدْ ؟
ويأوي الغباءُ إلى حُضنِهِ فينجبُ في كل يومٍ بليدْ
***
ولليل إذ ينتشي أَرْجُلٌ حديديةٌ في جبينِ "الصعيدْ "
تُطلُّ على "مَلوي" رأسُه وكفاه تدفن فرع "رشيدْ "
ويحميه إن صرخَ النائمونَ لسانُ "زيادٍ" وسيفُ "يزيدْ"
فيصبحُ أفصح من " أكثمٍ " وأشجع من "خالد بن الوليدْ"
يمجد في كل يوم بغياً ويلعنُ في كل يوم شهيدْ
يُسَطِّرُ أحكامَه بالدماءِ ويُملي قراراتِه بالحديدْ
وللصمتِ عينانِ نضاختانِ تَرى الحلمَ مثلَ سرابٍ بعيدْ
لسانٌ ينددُ بالغاصبينَ وكفانِ في جبلٍ من جليدْ
وتحتَ الدُجى عَالمٌ ماردٌ صداه يردد ما لا يُجيدْ
يغني هنا البؤسُ مستبشراً وتحت ذرا الليل تشدو "وحيدْ"
وللنارِ إذ تنطفي لوعةٌ لأمجادِ شُعلتِها تستعيدْ
سيأتي صباحٌ جميلُ الرواء بأهدابه تستظل العبيدْ
وتهفو الشعوبُ إلى عينه وتقبس من نوره ما تريدْ
"تحيتهم يوم يلقونه سلامٌ " أطلَّ الصباحَ الجديدْ


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads