الرئيسية » » سقوط المدن | احمد عدنان نجم

سقوط المدن | احمد عدنان نجم

Written By غير معرف on الثلاثاء، 30 يوليو 2013 | يوليو 30, 2013

                                                        سقوط المدن
احمد عدنان نجم
 

||
 رصيف و رجل وحيد
مشيا معا
و ضاعا معا
و الشارع
هذي الأوردة السوداء من المدينة
تعدو أمامه بكل اتجاه .
الدوار 
البقعة المتهاوية في الروح
مع تسوط نباح الكلاب على وجنة القمر المذعور
و خطواته الخاطفة
و كوابيسه التي تزيد من مرجل خطواته نحو تلك الجهة 
ليراقب الرصيف يبتعد عنه بخطوات تصاعدية
أنحنى ليقدح انهزامه الخدر .!
و كأنه يسحب انهزام الرصيف من ذاكرة الوحدة
و لا زال الشارع
يفصلني عن اخر خطوة ولدت من حذائه
بضع أمتار ما
عن ضوء العمود المرهق
أنظر نحوي ..!!؟
ام انه دخل مع ذاكرتي بعراك جانبي
لتقف احدى  على قدم واحدة
ذبل شيئا فشيئا الضوء العابر المتجه نحوي
و أخذه البعيد مثل دقات قلب تتباطأ
لأكبر بالسن تباعا كأوردة المدينة
هناك كمتشرد يسرق ما يراه أمامه
أخذه مني مع صديقه الرصيف

|||

لا تقف 
حتى لا تدفن في جلدي
و تستلك المصاطب من طولك المتطلب
لا تقف
ورائك فجر ضرير
اجلس السماء بكرسي الهاوية
فلا تقف أبدا
ريق ظلك اضمحل في عوادم النهار
قف بعيدا هناك
اسفل بلوط الظهيرة 
دهليز لهاثك أخذ دوره من العدم

||||

لا
لا استطيع ان اكمل سرد طولي
السماء ثقيلة عليه
وهو
طفل صغير
و طابور الزرقة جداً طويل 
و ليس له من أبوين
من خلفه 
لا استطيع ان اقف
طولي عالة على الأسفلت
وأذن أمية على انصاتهم 
و حبل غير مشدود بأي طرف
لملمت امتاره 
و خواصره
و أمياله الخشبية
هو الآن 
في يديك
دعاء أعرج لسماء مرقعة بالحفر
و الأنحناء 
جذع خلاسي 
لرأس ابيض
هو كرسي
رمي لوحده لألف من الواقفين على انتظارهم

|||||

انت مذكرات تكتب  في جلدي
فلا توقف كلماتك أبدا
هو حبكتي لكي اتنفس
و عذري لكي اقف

||||||

دع انفك جانبا
و تجاهل الدخان الهارب من الكروم
و أزفر طولي المركون على رف أميالك 
و انتظر الزرقة ان تنفذ من شراعي

|||||||

الظهيرة متعبة
تلعب بقدميها في برك الزحام
و على الجهة الكلسية من الندم 
جدار آخير يحدق في نفسه

|||||||

نزعت قبعة الهدوء
و نظرت من نافذة الضوضاء نحو الشارع
يمر من أمامي و لم اعرف من هو
سيارات و عابرين و رجل بسيجارة أخيرة 
راقب المشهد كله
فلم يجدني هناك 
سوى مصطبة و عجوز تساق وحدتها كذبابة في الهواء

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads