بكيت فأبكيت الطلول البواليا
بكيت فأبكيت الطلول البواليا | فما إن ترى إلا عيونا بواكيا |
دعاك هوى سكانها فدعوتها | فبوركت مدعواً وبوركت داعيا |
لقد هاج رسم الدار وجدك إذ عفا | وحسبك وجداً أن ترى الرسم عافيا |
لك الله لا ألحاك في مهراقة ٍ | سقيت بها تلك الطلول الصواديا |
وقبلك أبكاني تحمل معشرٍ | كرهت مقامي بعدهم وبقائيا |
جزى الله عنا أهلها وأثابهم | مثوبة من أمسى إلى الحق هاديا |
هم القوم لم يرضوا سوى المجد مطلباً | ولم يؤثروا إلا العلا والمساعيا |
بنوها على هام النجوم ولم يكن | ليبلغ هذا الشأو من كان بانيا |
فأمست بمستن العوادي تضيمها | وقد لبثت دهراً تضيم العواديا |
هم استودعوناها فضاعت ولا أرى | من الصحب إلا عاجزاً متوانيا |
إذا ما رفعت الصوت أبغي انبعاثه | ليبعث ميتاً أو ليرجع ماضيا |
تبلد مغبراً وأرعد خائفاً | وأحجم مزوراً وأعرض نائيا |
وإن يدعه داعي الغواية يستجب | ويغش الدنايا طائعاً والمخازيا |
وما ذاك خطب القوم في مصر وحده | فثم خطوب تستخف الرواسيا |
جنوها علينا ما نطيق دفاعها | بلايا سئمنا حملها ودواهيا |
تمادى الرضى والصبر نرجو انقضاءها | وتأبى على الأيام إلا تماديا |
تطول أمانينا على غير طائلٍ | فلا كان منا من يطيل الأمانيا |
ألا إنها الدولات تأتي وتنقضي | وما زال حكم الله في الناس جاريا |
فلو كان يهدي ذا الغواية ناصحٌ | وجدك ما ألفيت في مصر غاويا |
ظللت أواليها نصائح مشفقٍ | وعاها من الأقوام من كان واعيا |
تطالعها من كل أفقٍ وتنتحي | روائح في أقطارها وغواديا |
فهون عليك الخطب لا تبتئس به | فما لك أمر الجاهلين ولاليا |