الظامئة
بعينيك أبصر روح الظماء | وبالنفس ألمح طيف القلق |
ففي الخطرات ، وفي اللفتات | وفي النظرات وبين الحدق ! |
يطل التلهـف في وثبة | وتعصف ريح اللظى المحترق |
لأيّ من الأمر هذا التطلع | هذا التوثب ، هذا الحرق ! |
شواظ من الشوق ؟ أم جمرة ؟ | من الحب محمرّة كالشفق ؟ |
**
| |
أحس بأنك ملهوفة | لأن تنهلي كل معنى الغرام ! |
وأن تنهبي النور من فجره | وأن تسلبي زفرات الظلام ! |
وأن تقطفي كل زهر الربا | وأن ترشفي كل قطر الغمام |
وتستوعبي كل وحي الحياة | من الشجو والوجد او الابتسام |
تفتّح فيك شعور الحياة | فشفك منها الهوى والاوام |
**
| |
إليّ إلي ! ، ولا تجفلي | فإني ظمئت لما تظمئين |
وأحسبني كنت أهفو إليك | كما كنت لي في المنى ترقبين |
وشطّت بنا ندوات اللقاء | وضلت بنا خطوات السنين |
إلى أن لقيتك فتانة | فحركت مني اشتياقي الدفين |
تعالي نروّ ظماء السنين | تعالي نعش للمنى والفتون ! |
*
| |
1934
|