أبليت فيك العمر وهو جديد
أبليت فيك العمر وهو جديد | وعرفت فيك الصبر كيف يبيد |
وغدوت أجلك في الحياة محسداً | تغلى علي صغائنٌ وحقود |
وتركتني مثلاً شروداً في الهوى | يومي إلى الأصبع الممدود |
لي كل يومٍ منك موقف ذلة | صعبٌ على الطبع الحمي شديد |
وأراك تلقاني ووجهك عابس | وبناظريك بوارقٌ ورعود |
مهلاً حبيبي إن في لعزةً | أبداً علي لواؤها معقود |
لا يخدعنك ما ترى من حبنا | فكأنه مع يومه ملحود |
إن الهوى كالنار يخمد جمره | والحسن ليس له كذاك خلود |
ولقد تكون غداً وما في قربكم | ري ولا في بعدكم تصريد |
ولسوف يطوي اليأس صفحة ذكركم | ويصد نثرٌ عنك وقصيد |
ما أنت أول من سلوت وردني | عن حبه شممٌ بنا محمود |
إن الشتاء وإن تطاول عهده | للأرض بعد ذهابه تجديد |
يمضي بأدمعه التي ما إن تني | تهمي ويحلو بعده التغريد |
فأبسط غضوناً في جبينك أنني | قد ذدت عنك القلب قبل تذود |