الـغــد
يا حنانا كيد الاسي الرؤوم | وشعاعا يشتهى بعد الغيـوم |
أنا في بُعْدِكَ مفقودُ الهُدَى | ضائعٌ أعْشُو إلى نورٍ كريمِ |
أشتري الأحلام في سوق المنى | وأبيع العمرفي سوق الهموم |
لا تقُلْ لي في غدٍ موعدُنا | فالغدُ الموعُودُ ناءٍ كالنجومِ! |
عَبَرَتْ بي نَشوةٌ مِن فَرَحٍ | فَرَقَصْنَا أنا والقلبُ سُكَارَى |
سنَذمُّ النورَ حتى يَتَلاشى | ونذمُّ الليلَ حتى يتوارَى! |
فركبنا الوهمَ نبغي دارَها | وطوينا الدهرَ والعالَم طَيَّا |
ولقينا الحسنَ غَضّاً والصِّبَا | وتملَّيْنَا الجلالَ الأبدِيَّا |
أتراها خدعةً حاقت بنا؟! | أتراها ظِنةً مما ظَنَنَا؟ |
إذِنَ اللهُ به بعد النوى | فثوينا واسترحنا وأمِنّا! |
أيها الآمرُ في مُلكِ الهوى! | اعف عن لهفةِ روحي وأواري |
غير أني كلّما امتدت يدي | لعناقٍ جِفتُ أن تؤذيكَ ناري! |
ملكت قلبي ولُبي رهبةٌ | عصفت بالقلب واللُّبِّ جميعَا |
وحبيسٍ من عتاب في فمي | قد عصاني فتفجَّرتُ دموعَا! |
واختفتْ تلك الرُّؤَى عن ناظري | وطواها الغيبُ في سِحْريِّ بُرْدِ |
وإِذا بي غارقٌ في محنَتي | وبلائي، أقطعُ الأيامَ وَحْدٍي |
ودَع الصدق لمن ينشده | الحجى خمصيَ فاغمرْ بالضلالِ |
يا جِنانَ الخًلْدِ قَدَّمْتُ اعتذاري | إِذ يَطوف الخلدَ سقمى ودَماري |
خلِّني بالشوقِ أستدني غداً | فغداً عندي كآبادٍ طوالِ! |
أيها الآمرُ في مُلكِ الهوى! | اعف عن لهفةِ روحي وأواري |
أشتهي ضَمَّكَ حتى أشتفي | فكأني ظامىءٌ آخذ ثاري! |
غير أني كلّما امتدت يدي | لعناقٍ جِفتُ أن تؤذيكَ ناري! |
أيها النورُ سًَلاماً وخشوعاً | أيها المعْبَدُ. صَمْتاً ورُكُوعَا |
ملكت قلبي ولُبي رهبةٌ | عصفت بالقلب واللُّبِّ جميعَا |
رُبَّ قول كنتُ قد أعددتُه | لكَ إِذ ألقاك يأبى أن يطيعَا |
وحبيسٍ من عتاب في فمي | قد عصاني فتفجَّرتُ دموعَا! |
لذعتني دمعة تلفح خدي | نبهتني من ضلالٍ ليس يُجْدِي |
واختفتْ تلك الرُّؤَى عن ناظري | وطواها الغيبُ في سِحْريِّ بُرْدِ |
وتَلَفَّتُّ فلا أنت ولا | جنةُ الخلد ولا أطيافُ سَعْدِ |
وإِذا بي غارقٌ في محنَتي | وبلائي، أقطعُ الأيامَ وَحْدٍي |
هاتِ قيثاري ودَعْني للخيالِ | واسقني الوهْمَ! وعَلِّلْ بالمحالِ! |
ودَع الصدق لمن ينشده | الحجى خمصيَ فاغمرْ بالضلالِ |
وخُذ الأنوار عنّي، ربما | أجدَ الرحمةَ في جوفِ الليالي |
خلِّني بالشوقِ أستدني غداً | فغداً عندي كآبادٍ طوالِ! |