طموح وإلاّ ماصِراعُ الكتائبِ
طموح وإلاّ ماصِراعُ الكتائبِ | وعَزمٌ وإلاّ فيمَ حَثُّ الركَائبِ |
إذا المجد لم يترك ورَاءَكَ صَيحة ً | مُدَويِّة ًفالمجد ُأوهامُ كاذبِ |
يخوضُ الهمامُ العبقري بِعزمهِ | ظلامَ الفيافِي في ظلامِ الغَياهبِ |
وأرْوَعُ ما تهفو له العينُ راية ٌ | تُداعبها الأرواحُ في كَفِّ غَالبِ |
وكم بَطلٍ في الأرضِ غابَ وذكرهُ | يُحلِّق في الآفاقِ ليسَ بغائبِ |
يُدوِّنُه الميلادُ بينَ لِداتِهِ | ويكتُبه التاريخُ بينَ الكواكبِ |
وما مَاتَ من أبقى لمصر مجادة ً | تُطاول أعنانَ السماءِ بغَاربِ |
حَماهَا بعزمٍ لورأَتْه قواضبٌ | لأضحَى سناهُ حسرة ً في القواضبِ |
ومن مثل إبراهيم إن حمى الوغَى | وأمطرت الأرضُ السماءَ بحاصبِ |
صَواعِقُ تلقى للحتَوفِ صَواعقاً | وسُحْبٌ عُجَاجٍ تلتقي بسحائبِ |
وزمزمة ُ تُنسى الرعودَ هزيمَها | وتثقب آذانَ النجومِ الثواقبِ |
سلُو عنه عكا إنَّها إن تكلَّمتْ | معَاقلُها حدثتكُمْ بالعجائبِ |
رماهَا بجيشٍ لو رمَى مشرِقَ الضُحى | لفر حسيرَ الطرفِ نَحو المغاربِ |
رماهَا فتى ً لا يعرف الشك رأيه | ويعرف بالإلهَام سرَّ العواقبِ |
ممنعة ٌ ما راضَها عزمُ قائدٍ | وعذراءُ لم تَظْفَرْ بها كَفُّ خَاطبِ |
أتاهَا بنوبارتٌ يُداوي ندوبَهُ | وآبَ يصُك الوجه صَكَّ النوادبِ |
أتاهَا يجُر الذْيلَ في تيه واثقٍ | فعادَ يَجُر الذْيلَ في خِزي خَائبِ |
رآهَا وفي العنقودِ والكرم ما اشْتهى َ | وأيْنَ من العنقُودِ أيدِي الثعالب |
وكم وضَعت مِنْ إصْبعٍ فوقَ أنفها | وكم غمزَتْ أسوارُهَا بالحواجِبِ |
رأت فاتحَ الدنْيا يفرُّ جبانة ً | ويُلْقى ِ على الأقدار نظرة َ عاتبِ |
ولكنَّ إبراهيم في الروْعِ كوكبٌ | إذا انقضّ فالآطام لُعبة لاعبِ |
ويوم نصيبين التي قامً حولها | بنُو التركِ والألمانُ حُمْرَ المخالبِ |
عَلاهَا فتى مصرٍ بضربة ِ فيصلٍ | ولكنَّها للنصرِ ضربة لازبِ |
فريعَ لها البوسفورُ وارتجّ عرشُه | وصاحت ذئابُ الشِّرمن كلِّ جانبِ |
أبى الغربُ أن تختَال للشرقِ راية ٌ | وأن يقفَ المسلوبُ في وجه سالبِ |
أَيُدْعى َ سليلُ الشرقِ للشرق غَاصباً | ومغتاله في الغربِ ليسَ بغاصبِ |
سياسَة ُ حِقْدٍ أيَن من نفثاتِهاَ | لعاب الأفَاعِي أو سموم العقاربِ |
حنَاناً لإبراهيم لاقى كتائِباً | من الكيدِ لم تعْرِف نضَال الكتائبِ |
غزُوه بجيشِ بالدهاءِ مُحارِبٌ | ولكنَّه بالسيف غير محاربِ |
فماليَّنُوا منه قناة ً صليبة ً | ولا كدّرُوا من صفو تلك المناقبِ |
عرفنا لحامى ِ القبلتيْنِ جهادَهُ | وكَمْ هانَ مطلوبٌ لعزّة طَالبِ |
له العُرْبُ ألقت في إباءٍ زِمَامَها | وكانت سَراباً لا يُنالُ لشاربِ |
فوحَّدهَا في دولة ٍ عربية ٍ | تُزاحم في ركب العُلاَ بالمناكب |
يقولون قِفْ بالجيش ماذَا تريدُه | وماذا تُرجِّى من وَرَاءِ السباسب |
فقالً إلى أَنْ تنتهى الضادُ أنتهى | وحيث تسيرُ العُرْبُ تسري نجائِبي |
لقد زُهيت مصر بباعثِ شعِبها | لكسب المَعالي واقتناء الرغائبِ |
وكَمْ كتبَ التاريخُ لابن محمدِ | خَوالِدَ والتاريخُ أصدقُ كاتبِ |
وكَمْ صانَ مصراً من بنيه مملكٌ | بعيد منال العزمِ جَمّ المطَالبِ |
شمائلُ فاروقٍ وعزّة ُ ملكهِ | تَزِيدُ جَلالاً في جلال المناسبِ |