الرئيسية » » عن كلِّ هذا وذاك | نصير غدير

عن كلِّ هذا وذاك | نصير غدير

Written By غير معرف on الخميس، 11 يوليو 2013 | يوليو 11, 2013

عن كلِّ هذا وذاك
نصير غدير
بغداد
26/4/2009




بكلام ِ الواحد ِ للواحدِ،
عن ِ الواحد ِ، والكثيرِ، وعنكم،
وعن هؤلاء،
وعن كلِّ ما يمضي،
وما لا يبرحُ،
تنقرينَ بإصبعِكِ
على طرَفِ أذنِي،
فأ ُسهبُ في إثارةِ المشكلات،
وتنطفئُ كلّ ُ كلمةٍ سعيدةٍ
في المصباح..


كلما وقعتْ عينِي على المرآةِ
ضحك ظلـِّي في الأسفل،
وكلما نظرتُ إليه
 ولّى غير عابئ ٍ بالخجل ِ المتصببِ من
جبهتي،
أقول له: لقد بلِيَ الجينزُ
من كثرةِ الناس ِ في الشوارع،
ويقول: لقد سئمتْ المانيكانة ُ
من هذه الفساتين،
وكلما أخذتـُه إليك
 رمقـَني في مرآةِ السائق،
 وغطـّى عينَيه بنظـّارتِه،
وصمت،
أقولُ لكما: الذاهبُ خاسرٌ والقادمُ منحوسٌ،
فتعبثان ِ بكلماتِ حياتيَ
دونَ ترتيب..
أضمُّ أحدَكما
فيدوِّرُ الآخرُ شايَ الذكرى.
وتذرف أمّ ٌ دمعتها
وهي تـُرضعُ شظية..

أوسِّدُ ممسحة َ الأحذيةِ
عند العتبةِ فيضجُّ الزائرون
بأرزاق ِ عيالِهم،
وصور ِ الحبائب،
ورسائلَ لجثثٍ مجهولة،
وعيونٍ ما إن تُغمضُ
حتى يُساورُها سعالُ الشيخوخة.

أقول له جئني بمثال ٍ واحدٍ
فيقول البارحة ُ كانت وسخة ً
ويُطرِدُ في أن الواحد منا
له أن يعيش أو يعطس..

وبين النظرِ في عينيكِ وفي عينيه،
والبحثِ في دفتر اليوميات
عن خبز العائلة،
جفِلـَتْ ناس على حياتها،
وأرجفت أخرى،

وأنتِ تسيرينَ من البابِ وإليه،
بانتظارِ أن تومضَ سيارة ٌ،
أو يُفيق قلبي، وأنا أنظرُ
في غبارِ مصباحِها وشاشتِه،
لـِلـَّهب يحتضنُ أختـَهُ الموسيقى؛
إلاهين ِ يسيران ِ على ساحلٍ
 من صلوات.

أقفُ على عتبةِ المدير ِ
فتوزعينَ العطلَ والإجازاتِ من
النافذة.

وفي المساء، وحينَ يَسعَدُ الناسُ
بأحضان ِ حبيباتِهم،
ويَعُدُّ مَن يَعدُّ أوراقَ سباتِهم
الأقدم،
يأنفُ آخرونَ من الحقيقةِ في أحلامِهم،
وتـُصرِّينَ، ويُصرّ ُ، على
ضحكةِ الطفلِ القادمة
 من بعيدِ أجدادِنا،
وأصمّ أذنيَّ وأسعل.

لقد ترك ظلي يومه الأول
لغده،
وفرشتِ ثوبَ نومِكِ
لسماءِ المروحة،
وتحتَ الشرفةِ
مومسة ٌ من قدرٍ،
ومومسة ٌ من فناء،
وكلا اليقين والشك
يتنازعان ِ أبلِيَ الجينزُ من
كثرةِ الناس ِ في الشوارع ِ
أم أن الواحدَ مِنـّا ما عادَ يبرحُ
غدَهُ لأمسِه؟!

وكلما حلـَقتُ عن عارضَي حياتي
شعرَهما،
أصابَ سقفَ العالم ِ
دوارٌ مرّ ٌ، وشهقت أمهات أخرُ
على خوذٍ مترَبَةٍ،
وعاد الآباءُ من دور ِ التقاعدِ
بأحفادٍ مشورَبين.

وما لا يُقلِقُ أحدَنا
أن لا الحبَّ والمادةَ
لهما ضرسٌ، ولا العقلَ والطمع..

وجرذ ٌ أحمقُ يَقرض
حياتنا.

وبينه وبيننا،
وبينكم وبينهم،
تضعُ دجاجة ُ الموتِ
بيضَ سخريتها،
وتقيقُ فيُولـَدُ ونـُولـَدُ،
وتولدون ويُولدون..
ويُصبـِحُ للعالـَم
سرّ ٌ،
ويصبحُ مِن بين ِ العالم ِ
مَن يفقـَهُ سرَّ غيرهِ،
ويُومئ للعالـَم بعويل ِ النائحاتِ
فيُصيخُ له عُرسانٌ، وشيوخٌ،
وأ ُصبـِحُ أضعُ سكـَّراً في الشاي نفسِهِ،
وفي المقهى نفسه،
وفي حياتي نفسِها..






التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads