الرئيسية » » مختارات من ديوان طينيات | سعيف على

مختارات من ديوان طينيات | سعيف على

Written By غير معرف on الخميس، 11 يوليو 2013 | يوليو 11, 2013




من ديوان طينيات

1
لعلّه الآن عند الشجرة 
يعيد سرد مشيه المتئد على أرض طين 
يُشعل ربَّما آخر أفكاره القديمة
يفكّر في الرّيبة التّي التقطته من زاوية حادة 
يتمرغ في سِنة من اشتهاء و رغبة جامحة 
يتوقى فقط أن تأتي الرّيح في غفلة الورق المتساقط عمْدا على آخر كلماته
2
كم على الأحلام أن تستمر في ركوب المجازات الصّغيرة و الكلمات
كم عليها أن تسقط دائما بلا دوي 
كم عليها أن تعيد الكرّة مرّة أخرى
 أن تصنع بمخاتلة حدثا صغيرا في مهون نحاسي 
3
الباب المغلق
لم يكن هذا الصباح وردة الكلام
حتى حديثنا حول القهوة الساخنة
لم يحاول فتحه
لم نعلق حيرتنا و تمارين الاحتمال
فعلنا فقط ما يجب
أغلقنا الحكاية
و ترشفنا الرائحة بلا تفاصيل
4
في تمام المجاز
 لم يعد الطرق الباب موعد  
لم تعد الأشياء قادرة 
على لعب دور صغير في المساحات الواسعة
مخاتلة الشجر ثم  سرقة صوت العصفور 
5
وقف بين العتمة و النور
حاول مرات أن يكتب كلمات ناقصة 
لكن مابين الكرسي و الطاولة 
لم يكن ثمة شيء ساكن 
كان النهر يواصل رحلته 
يبني علو عرج الخط أغنية
يصل الموجة برعاش المحار 
مابين الكرسي و الطاولة 
لم يكن ثمة شيء ساكن 

6
لم أعد أذكر عنوان تلك الأغنية؟
على العتبات خطو البارحة 
المطرود من صوت الشارع . 
 شكل الدائرة سور حجري
 يعقد صفقة أبدية 
مع وجه مرآة مكسرة 
على العتبات أروقة الثورة 
لم أعد أذكر عنوان تلك الأغنية؟
7
لعلي أجعل بابا لمعضلة الوجه المسافر
لعلي أعرج على ولادات العالقين في البكاء الأول
حتى أتمكن بشيء من الابتسام 
أن أقنع مثلث برمودا بتغيير خطته و خلع عاداته.
 أن يبتلع عوض السّفينة كلّ كلام المجاز 
لتعود ربما الأرض مسطحة تماما كأخبار الثامنة.

سعيف علي 
تونس الحرة - قريبا من ربيع 2013






لماذا على الأوطان كلّما اغتسلت أن تنحسر و تضيق؟

وجه البارحة؛
بيَد واسِعة  تقتَرب الشَّجرة من النَّجمة . مَمدُودَة بلُطف إلَى وجْه البَارحَة. تُراقب
في حَذر وقاحَة المرِّيخ و هو يَتَعرَّى أمام مسبر فضاءٍ من أجْل صُورَة للصَّفحة
الأُولَى فِي مجلاَّت الفَضَائِحِ . لَمْ يَعُدْ يُمكُن للغُصْن أنْ يتَجوَّل فِي رُؤية مُتعديَّة .
أنْ يَرمِي ظلَّ الشَّجرة علَى كتِف مَهزُومٍ . لقْد تغيَّر لَونُ الدّلاَء التِّي تَسْقي
الأسْمَاء و تَروي أطْرافَ المجرّة. تحوَّلت رائِحتُها منْذُ أنْ ربِحَت السَّحابة قلاَدة
السَّفر الطَّوِيل بلا َمَاء و لاَ رَعشَة حبٍّ مُمرَّغة بحُمْرة الكَوكَب الخَجِل.
كناية الواو؛
 عَطَفَ الشِّعْر مجِيئَهُ علَى العدَم و الرَّغبة . لم يبْدُ كأيِّ شَيْء . حتّى أنَّ المرآة
لم تلتقِطه وهْوَ يوزِّع قِلادةً علَى شكْل فِناءٍ مرصَّع بالإخْفاق و اللَّوعَة. عطَفَ
الشِّعر آخِر الأفْرَاح علَى شَارِع مُمتدِّ حتَّى شَارعِ الشُّهَدَاء فِي دمشق .ربَّما
أصَابَت  لعْنَة السِّياسَة  التِّي هدمت حائِطَا، يُمنع فِيه التبوُّل الإرَادِي شَجَرة التِّين
التِّي تَتذكَّر مَمْلَكَةً غَابِرَة لَم تَظْهَر بعْد في أطْلس التَّاريخ .
كتاب الياء؛
يا.... أيَّتُها المَصْقُولًة بحدّ السّكين. الرّيح اليوم بلا عُواء . تَمرَّدي على رُقعة
الياء المشبعَة و غِياب الشَّراشف عن شُرفَة القَصِيدَة المَسْرودة . هلْ تَذْكُرين
مَجاَزك الأوَّل  وأنْت تَقِفينَ مَشْدُوهَةً بيْنَ يَدَي أمِّكِ و هْي تُطرز إزًارًا بِخَيطِ حَريرٍ
فُسْفُوري يَخْرج كلَّ ليلَة حِين يُغادِر المِصْباح الحُجْرَة.
 فصل؛
علمنا البَارِحَة  أنّنا لَمْ نَرْتكبْ وجْها جَديدًا
أنّنا سافرنا فقط في يوم قيظ إلى مزرعة النّخيل
  لم ننتبه أن الشّمس- و قد كانت ساطعة -
 تتربص بشامة ورثناها عن حٍّب قديم...
المقعد الخشبي يذكر الشجرة؛
لاَ يُمْكُن لِهذا المقْعد الخَشبي أن يترك المكان. لطالما افتخر بهذا الأمر المزجي .
لقد ذكر دائما أن جذوره و أصله المنحدر من شجرة كانت هنا في هذه الحديقة
 تشعره بالفخر.... عرف أنّ سكونه و صمته و تحمله لا يمكن إلاّ أن يكون
شيئا أصيلا فيه. قال دائما أن قاعدته الحديدية التّي تشدّه إلى الأرض لم تكن
تشعره أبدا بالقلق و الضجر، لقد خلق لأن يَكون ثابتا. معتمدا على رغبته في
البَقَاء قَرِيبًا منْ الأشجَار الأخْرى التِّي يعرِفُهَا جَميعًا، و التّي لَعِبَ مَعها فِي
أيَّامِ الرِّيح العَاتية و النَّسائِم الصَّبَاحِية...قَال دَائِمًا أنَّ المَكَان لطَالَمَا كَانَ حظًّا
سَعيدًا لِمَوْتِه الحَالم
انّه قلم لبدي رديء؛
أنتَ كِتابة الغَريبْ وعِنَاد الشّعر في احْتِدام اللّوثة . أنْت هُنا معلَّق فِي وجْدٍ قَديم
و مُحَاولَة يَائِسَة لغَضَبٍ قد لاَ يَكُونُ مَكَانُه الوَرَق و الخطِّ .
نزلات البرد الثورية؛
لسْنَا علَى مقْرُبَة مِنَ الأُغْنِيَة، لكِنَّ اسْتِمتَاعَنا بالسِّبَاحَة فِي بِرْكَة مَاءٍ مَخْلُوطَة
  بِمَاء الغَسِيل.لم يكن كما حَسِبْنا مُفِيدَا لنَزْلَة البَرْد التِّي عَانَيْنَا منْها طَويلاً . لقْد
كَانَت شَوَارِعُ الثَّوْرَة مَلِيئَة بالسِّياسَة، مَلِيئَة كَذلكَ بِالرُّطوبة و اللّزوجة . لم
نتَصوَّر أنَّنا لمْ نكُن سِوى مَهْووسِين بإصْدار الأصْوات العاَلية، و نحْن نقتَرح
علَى الثَّورة سَطْرا شِعريا شَبِيها بِبستَنة هيذر ماك هيو للفجوة – ليس شبيها كذلك _
القفز في مسافة؛ 
 حتى نتمَّكن من القَفز بالزّانة دُون النُّزُول على مسطح إسمنتي صَلْد - عليك
تصور بَشَاعَة ذَلك -  بإمكان سِينَاريُو فِلْم طَويل أنْ يُضيفَ بَعضَ التَشْويق
إلى هذِهِ النِّهَاية التِّي أخبرَتْنِي عنْها جدَّتي نِسْرية و هْي تفوِّت الفُرصَة مرَّات
 عَديدَة علَى المَوْت ....
هل يجب...لماذا لا يجب اذا؛
انّه خَطَر علَى أَخْلاقِ الكِتَابَة العاَمة ...سَوداوي مِثل صُورة كَافكا التِّي يُعلِّقها فِي مكْتبه ... هيا نَقتُله لقْد غَادَرَنا الباَرِحَة َ مع علبة كرات بلورية كان يتلصَّصُ منْها  على عَرائِنا .
لا توجد الرّمال فقط على حافة الماء
تَنْسَى الرّمال عاَدة أنْ تمشِّط شَعْرَها
أن تَبْحَث داخِل المحَّارة عنْ صَوتِها البَعيد
أن تَحْرُس المَوجَة فِي جسَد المَديِنة
أنْ لاَ تَتْبَع الرِّيح في سَاعَات المَقِيل الطَّويلَة   
تنْسى الرِّمال دائِما قصَّتها و ترْوي فقطْ سَببَ بقَاء البَحْر أعْلَى الشَّجَرَات
أوطان 
البيض و السّود على أطراف رقعتها تسأل مربَّع الشّطرنج و المَلكة
لماذا كلَّما حَلُمت صارت فقط هديلا  للحَمَام؟
لمَاذا علَى الأوطان كلَّما اغتسَلت أنْ تَنْحسِر و تضِيق؟

سعيف علي
تونس الحرة – يناير الثورة2013 -    


لماذا علي أن اغني 
1
حذو المدفئة
أمكن لي هذه المرة
 أن أرمي ورقي الميّت
أن أصنع كرة الثلج من لسان نار هادئة
أن أكون للمرّة الأولى
 طاعنا في حبّ السّحاب
 أن أزور وجهي كذلك
 دون عناء
 وحول المدفئة مرّة أخرى
تستطيع راحتي أن تغطيني جميعا
أن تتمكن صورة صغيرة
في ما بقى لي من أجل إنهاء جملة اسمية
ترشف فنجان ينسون
 التحدث  مع تمطط طبقة الأوزون
أن يكون قط ادغار ألن بو الأسود
ثقبا للسماء
2
سأكون غدا عادة الأمس الرّديئة
 مطمئنا بطريقة مقرفة و ساكنا
قريبا من ساعة مجنونة
 تعينني على نسيان موعد مهم جدا
 تزيد يقين الآخرين
أنّ خطوي الملتف على رسم  الدائرة
 كان آخر علامتي السّيئة قبل أن أغادر المدرسة
3
لماذا عليّ أن أغني
الوحدة قاسية هنا
حيث الحرف مرة أخرى امتلاء
 4
 لم يكن  هذا المقام أبدا  لباسي
غير أنه دلّ على مروري
 ووشى
أنّني خلف الكلام
أرتب شعث المكان…
  ليكون شبها لصوت طري
و حين ينحني الموج لصخرة  ملساء
تشاطرني إغماء الغرق
أكون قد أعلنت في السرّ
أن الوطن مواقيت  السّفر
أديم لأرض الأقدام المتورمة
ريح ترسم شجر سرو مترنح .
 5
 لا صوت قريب ولا ظل .
البحر موج أخرس و ووج
                                …..ه///ي
شاهد زور
على بلل الحرف و قسوته
6
أتذكر في سري
أنني وسعت في الصوت ،
يا أيّها الوطن
 اجعلنا أغنية
7
حذو المدفئة و حولها
الرّيح مرّة أخرى لعب و دوار
مسافة بلا عراجين سميناها كثيرا قرطا لأمي
مسافة قائمة على لغو الطّرق اللّذيذ ة
لكنّها مرّة أخرى الهواجس
افلتت من بقيا القصيدة و الوطن
8
لم تكن أبدا متعة
النّور هناك راقص
البحر يذهب بالسفينة نحو وجهي
الحيرة وقوف و ملهاة
وخز الصدر من وجع المدينة
هنا الشّارع الرّئيس
ألعاب الصبي و المدفئة



مارد الطين   
  
 لأن شكل يده لا يشبه القمر؛
 مطرٌ يصَّاعدُ مِن آنيةِ الفخَّار ثوبَ بخارٍ ليفتحُ بِلا وجلٍ غِطاء سماءٍ بنية. يمدُّ سحابًا فاكهةً تتَجمَّل في لون خُصُوبتها. يمدِّد صوتَ بريقٍ في باقاتِ الثَّوم المُعلَّقة أفلاكا مصلوبة...
الانفاس التي لا تشبه يده؛
هذي مائدةُ إفطارٍ تنْبسِطُ تحْتَ يدٍ تأْكُل فِي نَهمٍ؛ ريحَ سمومٍ تحرِّك أرجُلها الأربعة، وهي تخرج من قدر يغلي في آخر تنور الحَطبِ...
تتعامدُ...، تصَّاعد..، لتؤلب كل سُلاَلاَت النُّور.تقول النَّار كلامًا: كلامٌ سوادُ القِدر... قطرانا يَسْكن في عنق لم يعرف بعد قلائد ذهب تتوسده وهو في صَدع الغليان يرتحِل...،
في الصورة حين ننتبه إلى موضع إبهام مقطوع، كان المسكن ريفيا 
كوخا..،
حجرا..،
خشبا..،
قصديرا..
لكنَّ المطرَ الصّاعد فيه يملأ علب الكونية...
الجسد يقبض الإمتداد؛
عظيم الخلق و طويلا،...ماردًا جسدًا و كثًّا، أطال لحيته سنينًا و سنينا امتلأ بصُداع السُّكر. مزَّق أوراق الكرَّاس. أدار ترب الإلغاز لينثر في جسد الكلِم ويحرَّك كل ساكنة في غياهبه السوداء 
ركَّب فيه صُراخا. داوم حفر الأفق. دوَّر طينته اللَّزجة. خاتل كل الأشكال لكنه راجع كل قصص الملهاة كنهاية أليس، بداية شمس على شاطئ طروادة،... مزاهر للورد الشائك،... كأسا لأنكيدو،... مزاهر عشتار. كانت أسماؤه تسأله كيف ستعود نوارسك، وأنت لا تعرف إلا غابات صنبورك المحترقة؟ 
لم يلبس إلا الطين،..جاء إلى نار تسوِّده يَرْكَبُ كُرسِيا دوَّارا؛ يرْكَبُ يغسِله المطَر بالطِّين. يأكل تفَّاحا مسروقا و يعشق أوساخه. دوَّخه القطران حين أمسية حدَّث فيها ظلا مهزوما و قال: لا شيء سيسرقني من جنَّة طينٍ متسخة،...لا شيء غير دائرة تتعقبني.....................،...؛
اللوحة تنحت الشجرة؛
 مثل رسم و مثل نحت، ثمة شجرة واحدة تتعرى من غصن الزيتون... من أوراق التوت حتى تمد ذراعا عارية لأنوثتها المبتلة، وكلُّ ثياب ناعسة في الأحلام المنكسرة.سيكون على الذبذبة جرار الزيت،... مزاهر للورد الشائك،... كأس لأنكيدو،...مزاهر عشتار...لكن لن يصنع للصوت آنية الفخار
سُفن المَاء والغصن المكسور؛
يتعامد و يقص رقيق كلام. يقدر أن يركب غصنا كسرته أحجار الكلس البيضاء وأروقة اللهاث المشتعلة، لكن لن يملك أغنية إذ نملك نحن أعتاب النّاصية المرفوعة.لا يملك سُفن الماء السابحة في قدر يغلي على تنُّور الحطب لأنه لم يتغنَّج في الماء منذ أطَال أظَافره ولم يدخل حماما تركيا.كان فقط يرتحل في كوخ مسكون بهياب الرجل الأبدي.
غسيل اللَّذة؛ 
تغسله اللذَّة،... يعانق ثانية امرأة لا تأتي إلا أوهاما عارية....تغساه اللذَّة يخطط بالفحم على الجدران الخشبية؛ كيف تغزوه حروب،... كيف يمد إلى سحب يدا بالطين و كيف يعتصر القمر.....كيف يجتاح مدينته و هو لا ينفث إلا دخان سجائره البخسة.
لم يتوقع أبدا أن هديل حمامه أغنية تأتي من صدد القِصص المائلة. اقتحم بالصوت المتعاقب كل تخوم العشق ثم أعلن أن النُّور خواء. أعلن من زاوية تنفرج على النجم قطيع من بقر و حشي.... 
يصيح يحرسُ ماء البِئر مثل دجاج أحمَر لم يبض، لكنَّه حين يصيح يأتي الفجر بحليب النوق. يأتي بخبز لا يتكسر في الأكل. يقول يرفع ألواحا تأكلها الأرضة: عودي إلى الماء، عودي إلى غصن كسرته آنية الفخار الممطرة بكل سير عابثة.
الرّيح عابثة
 هذي صور ستة، لكن الريح العابثة تأتي لتقلب ترتيب الأدوار لترحل بعد لعب الأوراق....كانت ريحا لاعبة،... عابثة،.. متورمة بأدواء الألقاب الميتة. سرقت اقدار الرِّيح وفرت لهدوء صباح صيفي. 
 ماذا تفعل الرِّيح،..الرِّيح الخارجة من جرَّة جدَّتنا المطمورة؟ 
كَانت أرجله تدُور، تصْنع منْ طين الأرض قدورا ثم تعود ثانية ماءَ البئر وكنَّا نحن آخر ميزان للأصوات الرَّاحلة على سكة حديد منسية....
ماذا تفعل الرِّيح؟..أليست تلبس جناح الطير، و تمسك سحبا... سحبا لا تتحرك جاثية على صخرة بحر ملساء تأتي إليها الاسماء في غنج لتبحث فلك سلَّمها العمر لحروف بكر....
كان شتاءا مرا لم يشعل حطبا، و لم يصنع آنية... كان على الطَّاولة أربعة رجال من بدو الطرق الضائعة في ريح جنوب حارقة.... كانوا يسوقون الإبل إلى سائحة قد تشتريهم في نخاسات الأسفار: 
أربعة من بدو كانوا على الطاولة..أربعة من نحت الصلصال خرجت من قالبها ألجبسي و لم تكمل شويَ النَّار او المبيت في فرن الفخَّار....
 

في انتظار القطار و الأمنية 

1
ليس سحريا تماما
 بين حرف ناشز و مشدّد
يهتز النّور الضعيف كالوشاية؛
 المصباح الصّغير
شعث أزلي
حيث الكلام ترتيب طارئ
 لقصص الحبّ الصغيرة.
2
مرّة أخرى
الجملة الاسمية بلا خبر
مرّة أخرى كذلك
الأخطاء قبل الكلام و بعده
لذلك يحسب الغريب
أنّ التيه بلا مدينة
ينسى بلا سبب
انّه ترقّق في أنوارها
زار الضّجيج
رمى فيها مناديل العُطاس
دخل من أبوابها
لكن لم يدر أنّها ورق
3
ليست ظلّه
ربّما أضاعه
في انتظار القطار و الأمنية ..
ربّما أيضا
لأنّ طريق الإياب متاهة؛
تنسى المدن دائما أسماءها
على رف يحتجز الغُبار ...
4
لم يتعلم أبدا
من حصة المطر الغزير
أن الدّوائر
رسم الأحجار في الماء
أن ما بقي الآن من صور
ليس ذاكرة
انه الصوت البعيد و المسافة
5
متعاطفون معه إلى حين الحصاد
في محنة نحن لون لوحتها
ارمه بالحجر ...
انّه صديقنا
سيغضب حتما لكن لن يشتكي...
هو طيّب جدّا
وتلك مشكلة عليه أن يحلها- حتما- سريعا
6
رغم أنّ الغرق ليس احتمالا
الوطن
لم يكن أبدا سفينة
انه البحر
-قد لا يكون البحر أحيانا جميلا-
لكنه دائما يبقى عظيما
7
موجودا بما فيه الكفاية
غير موجود كذلك
في قاعة يملؤها الضّجيج
لن يكون جيدا
أن تفقد أشياءك الغالية؛
لا مكان للطير خارج الزقزقة
8
حيث لا لغة اليوم
إلا صمت فادح
الفرح منة و ألقاب صغيرة
لجفاف يحسب أنّه مطر


 
بصدد الانتعال…..على سبيل التعريف أولا….
ا،…………
اللّغة
مرمى اللّغة
أنت العابث دوما بمرآة مكسرة
ل،……….
أنت
لست أنا حتما
نحن معا في قارب صيد يغرق
و،……….
القسمة
ليست مكان مبيت و قرار
رغم الحرب حافظ البحر على وردته الصفراء
ق،……….
الرّنين
لم يعد نغمة هاتفك المزعجة
إنه بسمتي حين ألقاك ذات صباح شتوي
و،……….
باب العمارة
الدخول الطارئ إلى قارب يمشي بلا مجداف
الشمس نزول بلا سلم
المصعد المعطل بداية كلام كثير هذا اليوم
ف،……….
اللوثة
امتحان الغبار لآخر بريق ممكن
 الشّمس الاخيرة كانت بلا مطر
ه،……….
الحبّ
لماذا تغيبين كثيرا هذه الأيّام
الغزل سقوطي البارحة عند فنجان قهوتك الباردة
ن،……….
الخبر
رغبة مائزة
البراءة من حمق الوجع و الموت
ا،……….
النضج
اعترافي لك البارحة
أنّني لم ارك بعد قريبا من أخطائي
ك،……….
الشيء
لن يوجد شيئ بعد الآن
نحن القاطرة و الفحم الحجري






فاصلة أخرى للانتعال و التعريف 

الحيرة
آخر ما صنعته الموجة و هي تدخل الصحراء

القصيدة
ثمة دائما حمامة تعرف أن تلتقط طعامها في السّاحات

العزلة 
الرّفاهة التي يخفيها الكلام عن بقع الضوء

تونس 
الاسم الذي يحاول أن يصعد الشّجرة

الّلعبة 
صناعة صينية للفرح و الغبطة 
من أجل لعِب ثمة ريب أن يأتي هذا العام

البسمة 
معلقة إشهار في الشّارع الرئيسي

التحمّل 
آخر لحن يمكن أن يضعه بيتهوفن قبل استعادة السّمع

ال...هناك
 إنّه هنا في مرمى الكف و الاهتزاز

اللّوحة 
القلادة التي وضعها الجدار 
قبل يفتح الباب صريره في أخبار الثامنة
الشطرنج 
الأبيض دائما يتحرك نقلتين و ينتصر

الإمكان
لا إمكان في جدول الضمائر الغائبة 
لحضور الوجه في مأدبة اللغة

الاحتضار 
العلكة المنهكة في فم يتكلم كثيرا عن السعادة

العراء 
بقاء الشجرة في ثكنة عسكرية
 من أجل حملة تسقط في آخرها البرتقالة البيضاء

الخجل 
 ستأتي الحكاية هذه المرة بالصندوق الأسود

الهاتف النقال 
لقد تمكن الحديث أخيرا أن يكون بلا حبل سريري

الحقيقة
إنها القصّة اللّطيفة التي في آخرها فهرس يثير الضحك

السّقاية 
حتى العطش إمكان جيد للارتواء

البطة العرجاء 
لا تحب الحقيقة أن تقف أمام المرآة 
آخر أخبار سقوطها في حلبة الموضة و الثورة كان مدويا



ثلاث قصائد 

تدارك*
ما مصير جناح يسقط من طير مهاجر
الأسماء لن تكفي لتصلح حالة تسمى الطيران
نحاول النفاذ الآن إلى ثقب الإبرة
يحاول الجناح أن يكون خيطا
نحاول تدارك الأمر بإنقاص أوزاننا
لم تعد الفرصة متاحة
لطائر بجناح واحد

عقال
الرعشة تمدّدت قليلا نحو الحائط
يبدو الإطار المعلق مستعدا للسقوط
لن تنقذه يدي هذه المرة
الشراشف ما زالت تعتقلني
أحاول فعلا النهوض سريعا
المسافة بين أصابعي صارت كبيرة
علي ان أعود سريعا إلى اليقظة

سحابة
لا شيء واضح
تجري السّحابة نحو مطر البارحة
يبدو عليها الانزعاج كثيرا
اقسمنا لها أننا ما رأينا إلا قطر الماء
خمنا أن يكون عقدها سقط ثم أحببنا هذا التفسير
يدها تتحسس الآن رقابنا
لا شيء واضح
لماذا إذا نبكي 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads