الرئيسية » » دنيا خليل | نصير غدير

دنيا خليل | نصير غدير

Written By غير معرف on الخميس، 11 يوليو 2013 | يوليو 11, 2013


دنيا خليل
نصير غدير
26/4/2011

-1-
أنا خائف؛ الموت يرسم روحه بالباستيل على ملامحي، ويدي تمتد إليك ببرودة، أهذا هو الحب الذي أعطانيه دفؤك؟ في الظهيرة مُتعَبٌ ونعِسٌ، وفي المساء كسَل شرقي، وكلبي يعَضُّ على كلبَتِك بفخذيه وينبح، أنا خائف يامخلوقي، ياموتي المريب..
أطفالي
يكبرون في البركة الكونية للحيف بسعادة، والمال ينفث سيكارته في وجهي ويسعل، وقد ولت الكتب منذ زمن وتخلت عني، الكتب التي قرأناها أصيبت بانهيار عصبي وراحت تشتم، ركلتني في كليتَيَّ، وحطمت أضلاعي؛ أنا خائف يا شقيقتي وسرِّيَ الوحيد..
لقد اضطررت إلى الحياة مرة ومرتين، ومرة ومرتين اضطررت إلى النظر إلي، وحين رأيتُني مذبوحاً بالموسى نفسه الذي جمّلتُ نفسي لك، ركعت وأصغيت، وتماديت بالركوب على الموت وصببت له الخمر بيدَيَّ وداعبته وهادنته..
ياسرِّيَ الوحيد وعافيتي وموتي
تصغرين وأكبر، في حنجرة الموت؛ ذبابتان لا شأن لهما بالضوء، ولا بروعة الانتحار، ومع ذلك داعبناهما بأناملنا وبأعضائنا السحرية، وحذفنا الحاء، وأحببنا الحب وأحببنا السقوط فيه، وخفنا، وخفتُ، وأخافُ، أنا خائف أيها الموت المستعجل اللذيذ القبيح..
منذ سنوات اشترى لي ملاك من السماء السابعة خاتمك، خاتم حبك ومات، قبل أن يرفَّ جناحاه، سقط بين يدي؛ الخاتم، حين عطس بوجهه؛ الموت، قلتُ تلكِ سيرتي وسأسيرها، لأني أحب أن أموتَكِ، وأخرجَ من جيبي مصروف الأطفال، ولهذا أحبك يا طفلتي الصغيرة، ولهذا وضعت العلكة في بين فكي ونبحت أحبك أحبك وأحبك، وأنفي ينزف..
لم أغادر الرجل الذي خرج مكللاً بالقمامة وقال أحبك، ولم أغادر رجل الملاك الميت وفي يده الخاتم، وأنا أخاف الآن بغباء، وأبكي، وأخاف؛ أنا خائف الآن، وأتضور جوعاً إلى الموت..
-2-
في الجعبة الجديدة، وفي القائمة الجديدة لوجع الناس وللرؤية بعين الساحر، صرخت وأريتك طفولتي، وقلت سنكون القادم، وفوقَه المجهولُ الرائعُ والغائبُ عن عين أمه وهي تسهر وتدمع من شدة الثدي التائه عن ثغره، لكني سمعت صوت الأطفال من بطنك، وبكيت ونسِيتُ وجعَ العالم والمجهولَ الرائعَ الغائبَ عن عين أمه وهي تسهر وتدمع من شدة الثدي التائه عن ثغره، وسهرت على وجع الأطفال، وتماديتُ وتكاسلت، وكذبت على ملاك الخاتم، ونفثت بوجهه وجع الناس لا للناس بل لأني أحببتك.. وكنت أدري أنني أموُّته، وكنت أدري أن هذا موتي، ومتُُّه.
-3-
وصحوت على الملاءة، وأنا أقول: انتظر، أرجوك انتظر، وهو يرد من طرف الهاتف، ولم الانتظار والرحلة في النقطة؛ منها وإليها، وتُفِيقُ في الموت وتكون، ويكون، فقلت: نعم ولكنني مازلت في بطنك! وخدعته، وتماهلَ، وقال اخرج بناتاً أو بنينَ فتموت، فقلت: وكيف والرحلة في النقطة منها وإليها؟ فتضاعفَ وسطع، وولى يسخر من الأطفال، وأحميهم، وتزأرين.


-4-
مات الملاك والشيطان وإنسانهما، وتعطلت بطارية الساعة في غرفة النوم؛ صرنا نستيقظ ونركض دون فطور إلى الحمام ثم إلى المدير المتجهم، وراعي السيرك يريد ماله كل نهاية نهار؛ تسرق الريح سخريته وبخله، وتضع مكانهما الحصاة وداء المرارة، وقردته تنظف شارع القدر من جثث المفقودين، وصرنا أيضاً نركض في نهاية النقطة ونغسل دمها من وجوهنا الوردية، ونزرع ورداً موضع أسنان الأطفال، ونسخر من الزمن وهو يضحك منّا، ونحب بعضنا بعضاً ويغتاظ.. ياللقباحة؛ أهذا هو الإنسان يانيتشة؟!

-5-
العجلة ذابت على الطريق، الطريق نقطة، والحب نقطة؛ نقطة في القلب، القلب الذي في صدر الساحر، الساحر الذي في سيارة القدر، ذاهب إلى القلب، القلب الذي في صدرك، صدرك الساحر، الساحر الذي في سيارة القدر، القدر الذي على الطريق؛ ذابت عجلته، الطريق نقطة، والحب نقطة؛ نقطة في القلب، القلب الذي في صدر الساحر، الساحر الذي في سيارة السلاح، ذاهب إلى الحرب؛ الحرب الأهلية، العائلية؛ يحصد أرواحاً ذابت على الطريق، الطريق نقطة ماعت بين يدَيّ الملاك المهمِل الذي مات دون أن يحفظ الخاتم بصدره، وحملته يداه السائبتان، فأطلقَ رصاصة عليه؛ الملاك، وعليه؛ الشيطان، وعليه؛ إنسانهما، وأرخى يديه وسقط الخاتم!
لكنني خائف؛ خائف جداً يا حارسي.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads