حميت لواء الملك فارتد طالبه
أحمد محرم
حميت لواء الملك فارتد طالبه | وصنت ذمار الحق فاعتز جانبه |
وأدركت نصراً ما رمت ساحة الوغى | بأمواجها حتى رمتها غواربه |
تضج العدى غرقى وينساب زاخراً | تعب عواديه وتطغى معاطبه |
إذا النصر عادى في الوغى جند مدبرٍ | فجندك مولاه وسيفك صاحبه |
أبت أمة اليونان أن تسكن الظبى | فهب الردى فيها تلظى مضاربه |
بعثت عليها من جنودك عاصفاً | تضيق به الآجال إن جد دائبه |
ترامى بها فالبر حيرى فجاجه | مروعة ً والبحر حرى مساربه |
إذا التمست في غمرة الهول مهرباً | تطلع عادي الموت وانقض واثبه |
منايا توزعن النفوس بمعطبٍ | دعا السيف فيه فاستجابت نوادبه |
إذا انهل مسفوكٌ من الدم أعولت | وراحت تريق الدمع ينهل ساكبه |
وإن ضج ما بين القواضب هالك | أرنت وراء الخيل شعثاً تجاوبه |
مآتم أمسى الملك مما تتابعت | وأعراسه ما تنقضي ومواكبه |
تجلت هموم كن بالأمس حوله | كما اسود ليل ما تفرى غياهبه |
أهاب بها النصر الحميدي فارعوت | وأقبل وضاحاً تضيء كواكبه |
تبيت منيفات المآذن هتفاً | بأنبائه والبغي ينعق ناعبه |
بريدٌ من المختار يعبق طيبه | وبرقٌ من الأنصار يسطع ثاقبه |
سنا الوحي أسطارٌ فإن كنت قارئاً | فهذا كتاب الحق والله كاتبه |
أفي معقل الإسلام تطمع أمة ٌ | تبيت مناياها حيارى تراقبه |
إذا لمحت إيماءة ً منه أجلبت | على القوم حتى يسأم الشر جالبه |
كتائب من أقوامنا خالدية ٌ | وما الحرب إلا خالدٌ وكتائبه |
مشت تأخذ الأعداء والله قائم | عليها ودين الله يعتز غالبه |
إذا لمست حصناً هوت شرفاته | وإن لمحت طوداً تداعت مناكبه |
تعلمت الهيجاء شتى فنونها | وتمت لها من كل فن عجائبه |
لها في أعاصير القتال وقائعٌ | هي السحر لولا أن يزيف كاذبه |
ألمت بلاريسا فحل ربوعها | عذابٌ إذا ما استصرخت لج واصبه |
رمتها بوبلٍ من حديدٍ وأسربٍ | تتابع يجري من يد الله صائبه |
تقلب في فرسالة العين هل ترى | على اليأس فيها من سميعٍ تخاطبه |
تديران نجوى جارتين اعتراهما | على الضعف هم يصدع الصخر ناصبه |
إذا صاحتا بالجيش تستنجدانه | تنصل موريه وأجفل هاربه |
بكل مكانٍ مدبرٍ من فلولهم | تضل مناحيه وتعمى مذاهبه |
يجانب حر البأس والأرض كلها | دمٌ وسعيرٌ مطبقٌ ما يجانبه |
ومن يلتمس لحم الضواري له قرًى | فتلك مقاريه وهذي مآدبه |
هم أطعموا الموت الزؤام وعلموا | جنون السكارى ما تكون عواقبه |
تساقوا أفاويق الغرور فما نجوا | وليس بناجٍ من أذى السم شاربه |
أجارتنا ما أكرم الجيش لو وفى | وما أحسن الأسطول لو جد لاعبه |
إليكم بني هومير هل من قصيدة ٍ | تغني ضوارينا بها وثعالبه |
دعوا شيخكم إني على الشعر قائمٌ | فما يبتغي غيري على الدهر طالبه |
أسيرة فيكم حديثاً مردداً | لنا مجده الأعلى وفيكم مثالبه |
لنا من بني عثمان سيفٌ إذا انتمى | تسامت به أعراقه ومناسبه |
لحمزة حد منه غير مكذب | وحد لسيف الله شتى مناقبه |
إذا ما دعا الشم الأباة لغارة ٍ | دعا البيت فيه واستجابت أخاشبه |
قضيت لهم في الله واجب حقه | وكيف بحق الله إن ضاع واجبه |