إلى نزار قباني
(1)
| |
الشاشة السوداء تحدث ذبذبات
| |
وسرينة الإسعاف تخترق السبات
| |
ويداك حقلٌ للتجاربِ واختبارِ العينات
| |
القلب يخفق خفقةً أبديةً ، وعيونك
| |
الزرقاء تغفو عن فصول الذكريات
| |
الشعر بعدك همهمات
| |
يا أيها الوطن المنعم بالسكات وبالفتات وبالشتات
| |
الفارس العربي مات ، الفارس العربي مات
| |
(2)
| |
وتوقف النبض الحزين عن الغناء
| |
وتوقفت لغة السماء
| |
ولّى زمان الأنبياء
| |
واستأسد الأقزام في زمن التخنث والبغاء
| |
ترك الجميع جحورهم وتسابقوا كي يغمدوا
| |
أسيافهم في نعشك المملوء بالمجد القديم
| |
هذا زمان الأدعياء فلا عجب
| |
فلطالما أغرى السكوت الأرض أن ترمي
| |
مصابيح السماء
| |
(3)
| |
الشعر يبكى والقصيدة تنتحب
| |
وابن الخليل على فراش الموت ينتظر الطلب
| |
والقدس بعدك طفلة تبكى أباها
| |
والعشيرة والفوارس والغضب
| |
وسماء أمتنا تواري وجهَهَا ، وتضيق
| |
ذرعاً بالنوارس والسحب
| |
ونساؤنا سيعدن نحو خبائهن
| |
ليشتكين من العطب
| |
الحرف يقتل نفسه وجميع أسياف القبيلة من خشب
| |
أتُرى سيأتي بعد موتك من سيلعن
| |
كل أفكار العرب ، وكل أنجاس العرب
| |
وكل أذناب العرب
| |
(4)
| |
الآن يرتاح الملوك على العروش
| |
ويرتدون عباءة الشرف الرفيع
| |
الآن نرجع ألف عام للصقيع
| |
من ينقذ الحملان من رب القطيع
| |
كل الزلازل هاجرت حين ارتحلت
| |
عن الربوع
| |
والشمس فارقت السطوع
| |
والبحر ما عادت تعانقه القلوع
| |
ماذا تبقى بعد شعرك
| |
غير ذكرى أو دموع
| |
فليرقص المهرولون
| |
وليبعث الممثلون
| |
وليضحك المهرجون
| |
وليأتِ صوتك من فراديس السماء
| |
يَدُك هاتيك الحصون
| |
ليقول للسفهاء والمتهافتين
| |
على سلام لن يكون
| |
إنا إليه راجعون
| |
إنا إليه راجعون .
|