لُعبَة الحَقيقة المُقَنَّعَة
عَيْنَاكِ تَغرِقانِ في العِتابْ
| |
تُحاصرانني بالاتهام ثم تُفلِتانِ للمدى
| |
وتُطفِئانِ في عيوني البريقَ
| |
تُلقيانني إلى مَتَاهَةِ العَذابْ
| |
وأنتِ تسألينني وقد علا شِفاهَكِ الغَضَب
| |
عن موعِدٍ تَهيَّأت لنا النُّجومُ كي يضُمَّنا
| |
ولم أجِئهُ حين ضَمَّني الغيابْ
| |
بَحَثتُ في ارتِبَاكِ موقِفي عن الإجابةِ المُنَمَّقةْ
| |
عنِ العبارةِ التي تشي ولا تقول
| |
فما استطاعت المُراوَغَةْ
| |
أن تَنْصُرَ الكَذِبْ
| |
وظَلَّ طائرُ الأسى والارتيابْ
| |
يجوبُ أُفْقَ مُقلَتَيْكِ دامِعاً ..
| |
.. يُرَجِّي الجوابْ
| |
حبيبتي .. ويالتعس ما لديَّ من جواب
| |
فقد نسيتُ موعدي الذي يضُمُّني معك
| |
بموكِبِ الرياحِ والأنسام والسُّحُب
| |
لأنني أمسيتُ جائِعَا !
| |
فلتّعذُري
| |
فالشوقُ ينطفيء
| |
إذا استبدَّ بالبشَر ..
| |
.. الجوعُ .. ثُمَّ راح يخنِقُ المشاعرُ التي تنامُ في قلُوبِهِم
| |
على خمائلِ الحَريرِ والنَّغَمْ
| |
فلا يُفَكِّرونَ في سواه
| |
وهذه الحياةْ
| |
تُضَيِّقُ الخناقَ دائِماً على الذينَ يطلبونَ لُقمَةً
| |
بقدرِ ما بِها من السِّعةْ
| |
حبيبتي
| |
فلتغفِري نسيان موعِدِك
| |
ولتعذُري ارتِباكةَ الحديثِ خلفَ لُعْبَة الحقيقةِ المُقَنَّعَهْ
| |
فالجوعُ ..
| |
كان موعِدي معه !
|