مساحة فارغة | أمجد ريان
المكان تغير فى الشقة التى تواجهنى
وفى النافذة يأتينى الشارع كله
وهذه المروحة الهيكلية لاتزال
تطن فوق أشكال البيوت .
المروحة التى تزيق كلما
صارت الجدران كالحة
والصدأ غطى الغرفة التى
تجمّعت على ّ.
لم تعد عينى تسعفنى
فأضع المنديل على قورتى
غير مرتاح للمكان :
المرح الذى كان فى كل شىء
صار يتبدد
تحت الظلال المتقاطعة .
ليس هو الحىّ
صار كئيباً بالفعل
وحتى الكراسى الضيقة
لا تقول شيئاً .
كنت أحب أن أتمشى
فى السقوف المرصوصة
فصرت حبيس هذه المغربية
على المنضدة ذات الشهيق المغلق .
وحتى الشقة صارت
أمامى فى بعض الأوراق الفارغة
تهالكت
مثل الأحلام القديمة البريئة .
انقصف القلم
فى الزخارف العشوائية
وفى الذكريات المفقودة
وأنا فقدت رغبتى
على الباب .
كانت تطمئننى الكتابة التى أحبها
الآن صارت صدئة :
والمكانُ تغيّر .
غير مرئية تقيم معى الصورة الأخرى
وأخاف أن تموت
معى فى هذه الغرفة .
ألمسها وأصعد
فى مكان آخر
ولكن هل أنا
فى السلم المظلم
هل أنا أفَتَح الباب الخارجى
لأكلم ذاتى ؟
أخرج رأسى
بلا إجابة
لكننى أعود
للمساحة الفارغة ذاتها .
باردةً تضربنى الغرفة
ولم تعد هناك
صارت قديمة جداً
ولم يعد لها وجود .