الرئيسية » » لا تسألوا القتيل....| طلال حمّاد

لا تسألوا القتيل....| طلال حمّاد

Written By غير معرف on السبت، 27 أبريل 2013 | أبريل 27, 2013

لا تسألوا القتيل....


( كتبت خلال الحقبة الظلماء التي عاشتها جزائرنا الحرة غداة العام 1992)
 
لا تسألوا القتيلَ، عابرُ السبيلِ، ما الدّليلُ.. إنّهُ القتيلْ
لا تسألوهُ عن قاتِلِهْ
ستقتُلونَهُ
بنفس القدْرِ.. بالسؤالِ
مرّتينْ
بَلِ اسألوا القاتِلَ.. عن جريمتهْ
لأيّ ذنبٍ يَذْبَحُ ابْنَ عمِّهِ
وجارِهِ
وأهلَهُ
مثل الشياهْ
وكلُّ همِّهِم
على مَدارِ عُمرِهِم
رَغيفُ خُبزِهِم
وكأسُ مائهِم
وعُلبَةُ الدّواءِ..
والكتابْ؟
وامرَأةً...
لو أنَّهُ
يَذكُرُ أمَّهُ...
لكنَّهُ
ما ساءَهُ
أنْ تَحْرُسَ الحياةَ
في البيوتِ
والدّروبِ
والسهولِ
والهضابْ؟
هل رفَّ جَفْنُهُ
هَلِ ارْتَعَشْ
وَهْوَ يَحُزُّ عُنْقَها
وَيَسْحَقُ العِظامَ
في أشلائها
أمامَ أطْفالٍ
تَجَمّدَتْ دِماؤهُمْ
رُعباَ..
وَأطْبَقَتْ سَماؤُهُمْ
وأظلَمَ الوُجودُ
في عُيونِهِمْ
فَهُمْ لا يُدْرِكونْ
وَكَيْفَ يُدْرِكونْ
أنّ الطُّغاةَ
لا يُحبّونَ الشهودْ
وَيَكْرَهونَ الذاكِرَة؟
وَعِنْدَما يَجْتاحُهُمْ
مَسُّ الجنونْ
لا يَرْعَوونْ
فَيَقْتُلونْ
وَيَذبَحونْ
أطفالَهُمْ
وَقَدْ أصابَهُمْ
عَماءُ المَوْتِ.. والجُنونْ
فَكَيْفَ يَنْجو
مِنْ عَمائِهمْ
وَمِنْ جُنونِهِمْ
رَضيعٌ
أوْ جَنينْ؟
 
لا تَسْألوا الأطْفالَ
عَنْ ذُنوبِهِمْ
لا يُسْألُ الذّبيحُ
عَنْ أسبابِ ذَبْحِهِ
وَعَنْ أهدافِ قاتِليهْ
ولكِنِ اسألوا
وَحاذِروا
أنْ تُهْمِلوا
أنّ الطُغاةَ..
لا يُحبّونَ الحياةَ
في زُهورِها:
بأيِّ ذَنْبٍ يُذْبَحونْ؟
وَهَلْ تُبيحُ الأرْضُ
والسّماءْ
أنْ تُسْفَحَ الدِّماءْ
كأنّها ماءْ
ـ هَلْ عَزَّ في الجَزائِرِ الماءْ؟ ـ
أمْ أنّ مليونا ونصف
كَيْ يَرحَلَ الغُزاةُ..
عَنْ هَوائِها
وأرْضِها
وَمائِها
وَيَخْرُجوا مِنْ لَحْمِها
ودمّها
وَخُبْزِها
وَمِلْحِها
وَيَغْرُبوا عن شَمْسِها
وأفْقِها
وَحُلْمِها
بالعِزِّ والنَّماءْ
راحوا هَباءْ
بِرُغْمِ رَجْعِ الصَوْتِ
في صدى النَشيدْ
فَلْيَشْهَدِ الحيُّ
وَقَدْ عاد الشَهيدْ
يَصْرُخُ مُلْتاعاً
فَمَنْ يَسْمَعْ نِداءَهُ
وَيَمْسَح جُرْحَهُ المَديدْ
" لَقَدْ عَقَدْنا العَزْمَ
أنْ تَحْيى الجَزائِرْ
نَفْسُ الجَزائِرْ
فَكَيْفَ يا أهْلَ الضَمائرْ
نَموتُ من جَديدْ
وَكَيْفَ تُذبَحُ الجَزائِرْ
نَفْسُ الجَزائِرْ
لِكَيْ يَسودَ في البِلادِ
والعِبادِ
قاتِلٌ مُسْتَعْبِدٌ جائِرْ
كلّتْ يَداهُ..
فالجَزائِرُ الشَهيدة
أحرى بأنْ تَعيشَ حُرّة
وَشَعْبُها الشَهيدْ
أحْرى بأنْ يَعيشَ
في سَلام
أَلَمْ يُحَطّمْ قَيْدَهُ
وَيَطْرُدَ الغُزاةْ
وَيُعلِنَ استقلالَهُ
فما الذي جَرى
كَيْ يَغْرَقَ الوَرى
في فِتْنَةِ الظَلامْ؟
فَلْيَعْلَمِ القَريبْ
وَيَسْمَعِ الغَريبْ
بأنّنا
مِنْ مَوْتِنا
سَوْفَ نَعودْ
لِنُعْلِنَ المقاوَمَة
وَنَطْرُدَ الطُغاةَ
مِنْ بلادِنا
مِنْ جَديدْ
وَلَنْ نَحيدْ!"



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads