أسير كمن يحلم
أمجد ريان
ماهذه الرومانسية المبالغ فيها ؟ كوفى شوب تضيئه الشموع ؟ وأظل أحرك عينى بين لوحات زيتية بأطر مهلهلة ، وداخل الفاترينة حصان كريستالى وثلاث بيضات من الرخام .
أنا وحبيبتى فى حديقة النقابة ، لانزال ..
ومن خلال زجاج نافذة المترو تتفشى العشوائية ، فأبحث عن الشعر الصافى داخل الغبار العنيف ، وحيث الصبية تصرخ وتضع يديها على عينيها .
تهملنى حبيبتى طويلاً ، وإذا غفلت عنها قليلاً ، تشعلها ناراً : أنا متعبة ، واللاوعى الجمعى يضغط على أعصابى .
من خلال نافذة المترو أرى صديقتىّ "مارينا" و"مريم" تمشيان مبتسمتين على شاطئ النيل ، تحت نخلتين فارعتين ، فأغنى منتشياً :
كيف أصفّى العالم فى كلماتى ، أهز يدىّ للأمام والخلف مسحوراً أمام محل النراجيل الفضية ، ذات اللىّ الطويل: "أنا لك على طول خليك ليا" ، هل الخيال والواقع شىء واحد ؟ وهل بائع المياه الغازية فى الشارع الجانبى ، يشعر مثلى بالكارثة القادمة ؟
أبحث عن المقاصد العميقة ، بينما أمس التماثيل البرونزية الصغيرة بأطراف الأصابع ، منتظراً لحظة المواجهة .
تطلب منى حبيبتى بين الحين والحين
أن نتوقف فى أثناء المشى لكى تلتقط الأنفاس ،
وأنا عقلى يراقب الزمن القديم ، بعد أن صار العالم يتلوى وينسحب إلى الثلج
كيف أصفى العالم فى كلماتى ، بينما أسير فى الشارع كمن يحلم ، وعينى لاتريد أن تفارق فرشة اللعب البلاستيكية لأطفال الفقراء .