نيرفانا /عبدالله باكرمان
لعمر مضى
لأغنية فقدت ظلها
لقافية وقفت عن تنهدها
لنهر مسن
على أهبة الانهيار الأخير
لكل الذي مر
من سنوات الشقاء
ومن سنوات النقاء
لسبعين ترتيلة
أو ثمانين تنهيدة
من لهاث المساء
لشوق ترجل عن شدوه
لذاكرة خلعت صوتها
ونافذة علقت ومضها
على ظهر تلويحة منهكة
تقف الآن مندهشا
ً
في خشوع رهيب
كليل نسي نفسه فجأة
أو كصمت ينام على صخرة
في مدى شاسع
كارتياب تهجّى
حديث السماء علانية
فانتحى جانباً
وتوسد بحراً
بلا ساحل
تقف الآن مبتهلاً
كالنبي الغريب
فخذ نفساً كافيا
لا تخف
فالمساء الذي عاد
ملتبساً
لم يمس شعرةً
من كيانك
فقد صرت وحدك
رتّب اذاً
أغنيات الصباح
ارتجل مطراً صاخباً
وامتط فرس الريح
ملتحفاً
هاجساً طازجاً
ونعاساً بريئا
فإما وصلت
الى غاية
أو بقيت كما أنت
مستغرقاً
في مكانك
