الرئيسية » » العالم فوضى وتلَوّنَ شَعرها شعر محمد عيد إبراهيم

العالم فوضى وتلَوّنَ شَعرها شعر محمد عيد إبراهيم

Written By غير معرف on السبت، 27 أبريل 2013 | أبريل 27, 2013








العالم فوضى وتلَوّنَ شَعرها

 شعر محمد عيد إبراهيم


لا تَرَوني ميتاً، فسأَبسُط كلماتي
على الأرضِ. قد أعودُ
أقلَّ شباباً، لكن ستُرضعُني
يمامةٌ بيضاءُ، فتبلُّ شفتَيّ   
بالضِحكِ والشماتةِ مِمّن بكَى لفِراقي.  

وقعُ خطاي محسوبٌ
خارجَ بلعومي النطقُ أجوفُ
زحمةٌ في الساحةِ، عليّ
وأنا أعتلي شجرةً، مقرفصاً   
وعبرَ عينَيّ دمعٌ تفَحّمَ.



أَغزلُ بالقشِّ مِزماراً
أُكرِّرُ من بقعةِ حياتي الجديدةِ
نورَ تحديقي إلى الأحلامِ، أركضُ
فيَّ، لجسمي طنينٌ شحيحٌ  
مع أني صورةٌ، وحدي.

حولي، أنبشُ الفرَحَ، وقد
تأخّرتُ. أناديَ أن يكنِزَ روحي
فيسري مُبدياً فتنتَه. عبرَ زمانٍ
وئيدٍ، على خسارةٍ، صارَ ظلاًّ
تفتّتَ كالأزهارِ في أَيكَةِ النومِ.  

  
  
أعلنتُ نفسي، كالصبيِّ القديمِ
أن أتسلّمَ حوريةَ الحريّةِ
أسعى بها في المدينةِ شارداً؛ هذهِ
ناري، أم سراجي عقيمٌ. فهل أدقُّ
من حُفرتي على كلِّ بابٍ؟

أُقْدِم على ذَبحِ كلبةٍ، في المغيبِ
وأبقُر بلسانِي بطنَها الدافئَ،
على وجهي ابتسامةُ رعبٍ
فقد أَلقَى حنيني إلى الدنيا ذائباً    
وسطَ تلفلُفِ الجِراءِ حولَ المَشِيمةِ. 
  

غير أني، في الخريفِ، على
عُنقي، حَبْلٌ. يَعْوَجُّ منهُ فمي،
وأَشبَعُ وَحْشةً من الكلامِ مع أمي
التي تُجمِّعُني في رقّةٍ شاملةٍ، وهي
تعومُ بي نحو ساحرٍ، مثلي، عبَر.

ببعضِ الجهدِ، أقتلعُ الأبجديةَ
من جَذرِها، فتطيرُ أحرفٌ بليغةٌ نحو
عالمٍ خفيٍّ، في دوائرَ سفليةٍ: هنا، 
يَطفَأُ الكلامُ. فأنفخُ صدري بصوصوةٍ
كصفوفِ أزرارٍ على الرملِ.  
  


تَعمُرُ روحي، ببردٍ طويلٍ  
حسناءُ شفّافةٌ، بشَعرٍ ترابيٍّ وناعمٍ.  
ثدياها، في زحامِ الوَعدِ، نظّفا اليأسَ   
الذي تواضعَ مثل ديكارتَ: رُحْ، فيروحُ...  
آهٍ، إلى مبارزةِ العسلِ وأعرَقُ!

قبلي، داهمٌ خطرُ المرأةِ، وأُنقذُها.
بعدي، داهمٌ خطرُ المرأةِ، ولا خاطرَ لي.
أو، أُعدّلُ الصورةَ، كالبندولِ:
قبلي، المرأةُ نيّئةٌ. سأُمَهِّدُ.
بعدي، لِمَ كلُّ هذهِ الراحة!  


أقزامٌ على بابِ سَجنٍ
في صعودي إلى القلعةِ، حيّاتٌ خضراءُ
تطيرُ إلى أعيُنٍ في الصخورِ. أنا ـ    
المسافرُ، الجبليُّ الأولُ. أُحذّرُ الدُميةَ:
لا تشربي الحليبَ كلَّهُ.

لا تكمِش رسالتي، يا مَن كَنَّ،  
في هذا السوادِ. حملتُ فانوسي
إليكَ. أيها البدينُ بشيءٍ أُنثويٍّ،
هل تريدُني أتضوَّرُ جوعاً
إلى نقطةٍ في الفضاءِ ـ بسَبّابتكَ؟ 

  
أَعترفُ: أَعِدْ لي كتابي، ولَغْطي  
وقوةَ يأسي، ورُعبي من الرُعبِ أن
أبتسمَ. لن أُغِيرَ على جَنّةٍ، ومعي أنتَ
يُرهِقُني النزولُ. فأكشف مؤخّرةً نَيّرةً، 
وجائزتي كرسيٌّ هناك.




التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads