لمن الرواسم يرتمين صواديا
لمن الرواسم يرتمين صواديا | ويجزن بالعذب الروي أوابيا |
الطالعات على الصباح حنادساً | الساريات مع الظلام دراريا |
الداميات مناسماً وغوارياً | المدميات جوانحاً ومآقيا |
الحائمات مع النسور جوارحاً | العاديات على الأسود ضواريا |
مرت بمهتزم الرعود قواصفاً | وجرت بمخترق الرياح هوافيا |
وسرت بملتمع البروق خواطفاً | تفري أهاضيب الغمام هواميا |
حاولن عند الشعريين مآرباً | وحملن ملء الخافقين أمانيا |
عفن البقاع خصيبها وجديبها | وبني الزمان رشيدهم والغاويا |
أين الرشاد من النفوس نوازعاً | للشر تستبق الضلال نوازيا |
أين المسامع والعقول فإنما | تجدي المقالة سامعاً أو واعيا |
أمسكت عن بعض القريض فلم أجد | في الصحف إلا لائماً أو لاحيا |
إيهاً فإن من السكوت بلاغة ً | جللاً تفيض على العقول معانيا |
صنت القريض عن المحال وأرجفوا | حولي فما جاوبت منهم عاويا |
وحميت من عرض المقال ولا أرى | فيمن أراهم للحقيقة حاميا |
من أين لي بفتى ً إذا علمته | لم ألفه عند التجارب ناسيا |
من لي به حر اليراع أبيه | عف النوازع والمطامع عاليا |
يستصغر الدنيا أمام يقينه | فيصد عنها مشمئزاً زاريا |
يأبى النعيم ملطخاً بمذلة ٍ | ويرى مقام السوء عاراً باقيا |
إني رأيت من المقال مناقباً | مأثورة ً ووجدت منه مخازيا |
وعلمت أن من الخلال مراقياً | تعلي جدود معاشرٍ ومهاويا |
ولقد بلوت الكاتبين جميعهم | فوجدت أكثر ما يقال دعاويا |
شدوا العياب على هناتٍ لو بدت | ملأت مناديح الفضاء مساويا |
لا بوركت تلك الأكف فإنها | ضربت على الألباب سداً عاتيا |
حجبت صديع الرشد عنها فارتمت | تجتاب ليل الغي أسفع داجيا |
سلني أنبئك اليقين فإن لي | علماً بما تخفي السرائر وافيا |
ألفيت أصدق من بلوت مداهناً | ورأيت أمثل من رأيت مداجيا |
بعثوا الصحائف يلتوين كأنما | بعثوا بهن عقارباً وأفاعيا |
يلسبن من صدع العماية زاجراً | وأهاب بالشعب المضلل هاديا |
صحفٌ يزل الصدق عن صفحاتها | ويظل جد القول عنها نابيا |
لو يبغيان بها القرار لصادقا | في غفلة الحراس منها ماحيا |
ماجت فجاج المشرقين مصائباً | وطغت شعاب الواديين دواهيا |
حاقت بنا الأزمات تترى وانبرت | فينا الخطوب روائحاً وغواديا |
جفت أمانينا وكن حوافلاً | وهوت مطامعنا وكن رواسيا |
إنا لنضرب في غياهب غمرة ٍ | تتكشف الغمرات وهي كماهيا |
نبكي تراث الغابرين مقسماً | ولو استطاع لقام يبكي الباكيا |
ذهب الرجال العاملون فما ترى | في القوم إلا ناعباً أو ناعيا |
هدموا من الشرف المرفع ما بنوا | ومحوا معالمه وكن زواهيا |
طارت به هوج العصور عواصفاً | ومضت به نكب الخطوب سوافيا |
فإذا نشدت نشدت رسماً عافياً | وإذا رأيت وسماً خافيا |
يا للمشارق صارخاتٍ ولهاً | تدعو المغيث وتستجير الكافيا |
عدت الخطوب وما برحن جواثماً | وهفت بهن وما فتئن جواثيا |
ملكت سبيلها الغزاة وإنني | لإخال خفق الريح فيها غازيا |
أخذ العقوق على بينها موثقاً | لم يلف محكمه لديهم واهيا |
صدقوا العدو ولاءهم وتمزقوا | خصماء فيما بينهم وأعاديا |
فهمو المعاول إن رماهم هادماً | وهمو الدعائم إن علاهم بانيا |
وهمو السلاح إذا يشيخ مناجزاً | وهمو العديد إذا يصيح مناويا |
مالي أهيب بمن لو أني نافخٌ | في الصور ما نبهت منهم غافيا |
أفزعت أصحاب الرقيم منادياً | وعصفت بالعظم الرميم مناجيا |
هي صرعة ٌ من رازحين تقاسموا | ألا يفيقوا أو يجيبوا الداعيا |
ليت الزلازل والصواعق في يدي | فأصبها للغافلين قوافيا |
فنيت براكين القريض ولا أرى | ما شفني من جهل قومي فانيا |
فلئن صمت لأصمتن تجلداً | ولئن نطقت لأنطقن تشاكيا |